Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 16-18)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ رَبّ } يا رب { إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى } بفعل صار قتلاً { فَٱغْفِرْ لِى } زلتي { فَغَفَرَ لَهُ } زلته { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ } بإقالة الزلل { ٱلرَّحِيمِ } بإزالة الخجل { قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً } معيناً { لّلْمُجْرِمِينَ } للكافرين و { بما أنعمت } على قسم جوابه محذوف تقديره أقسم بإنعامك علي بالمغفرة لأتوبن فلن أكون ظهيراً للمجرمين ، أو استعطاف كأنه قال : رب اعصمني بحق ما أنعمت علي من المغفرة فلن أكون إن عصمتني ظهيراً للمجرمين ، وأراد بمظاهرة المجرمين صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثيره سواده حيث كان يركب بركوبه كالولد مع الوالد . { فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ خَائِفاً } على نفسه من قتله القبطي أن يؤخذ به { يَتَرَقَّبُ } حال أي يتوقع المكروه وهو الاستقادة منه أو الأخبار أو ما يقال فيه ، وقال ابن عطاء : خائفاً على نفسه يترقب نصرة ربه . وفيه دليل على أنه لا بأس بالخوف من دون الله بخلاف ما يقوله بعض الناس أنه لا يسوغ الخوف من دون الله { فَإِذَا ٱلَّذِى } { إذا } للمفاجأة وما بعدها مبتدأ { ٱسْتَنْصَرَهُ } أي موسى { بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } يستغيثه والمعنى أن الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانياً من قبطي آخر { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ } أي للإسرائيلي { إِنَّكَ لَغَوِىٌّ مُّبِينٌ } أي ضال عن الرشد ظاهر الغي فقد قاتلت بالأمس رجلاً فقتلته بسببك ، والرشد في التدبير أن لا يفعل فعلاً يفضي إلى البلاء على نفسه وعلى من يريد نصرته .