Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 13-15)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَرَدَدْنَـٰهُ إِلَىٰ أُمّهِ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا } بالمقام معه { وَلاَ تَحْزَنْ } بفراقه { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي وليثبت علمها مشاهدة كما علمت خبراً . وقوله { ولا تحزن } معطوف على { تقر } وإنما حل لها ما تأخذه من الدينار كل يوم كما قال السدي لأنه مال حربي لا أنه أجرة على إرضاع ولدها { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } هو داخل تحت علمها أي لتعلم أن وعد الله حق ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون انه حق فيرتابون ، ويشبه التعريض بما فرط منها حين سمعت بخبر موسى فجزعت . { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } بلغ موسى نهاية القوة وتمام العقل وهو جمع شدة كنعمة وأنعم عند سيبويه { وَٱسْتَوَىٰ } واعتدل وتم استحكامه وهو أربعون سنة . ويروى أنه : « " لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين سنة " { آتَيْنَاهُ حُكْمًا } نبوة { وَعِلْماً } فقهاً أو علماً بمصالح الدارين { وَكَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } أي كما فعلنا بموسى وأمه نفعل بالمؤمنين . قال الزجاج : جعل الله تعالى إيتاء العلم والحكمة مجازاة على الإحسان لأنهما يؤديان إلى الجنة التي هي جزاء المحسنين ، والعالم الحكيم من يعمل بعلمه لأنه تعالى قال : { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [ البقرة : 102 ] فجعلهم جهالاً إذ لم يعملوا بالعلم { وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ } أي مصر { عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مّنْ أَهْلِهَا } حال من الفاعل أي مختفياً وهو ما بين العشاءين أو وقت القائلة يعني انتصاف النهار . وقيل : لما شب وعقل أخذ يتكلم بالحق وينكر عليهم فأخافوه فلا يدخل المدينة إلا على تغفل { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ } ممن شايعه على دينه من بني إسرائيل . قيل : هو السامري ، وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره { وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوّهِ } من مخالفيه من القبط وهو قانون ، وقيل : فيهما هذا وهذا وإن كانا غائبين على جهة الحكاية أي إذا نظر إليهما الناظر قال : هذا من شيعته وهذا من عدوه { فَٱسْتَغَـٰثَهُ } فاستنصره { ٱلَّذِى مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِى مِنْ عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ } ضربه بجمع كفه أو بأطراف أصابعه { فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } فقتله { قَالَ هَـٰذَا } إشارة إلى القتل الحاصل بغير قصد { مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ } وإنما جعل قتل الكافر من عمل الشيطان وسماه ظلماً لنفسه واستغفر منه لأنه كان مستأمناً فيهم ولا يحل قتل الكافر الحربي المستأمن ، أو لأنه قتله قبل أن يؤذن له في القتل ، وعن ابن جريج : ليس لنبي أن يقتل ما لم يؤمر { إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة