Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 32-35)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } إبراهيم { إِنَّ فِيهَا لُوطاً } أي أتهلكونهم وفيهم من هو بريء من الظلم وهو لوط { قَالُواْ } أي الملائكة { نَّحْنُ أَعْلَمُ } منك { بِمَن فِيهَا لَنُنَجّيَنَّهُ } { لننجينه } يعقوب وكوفي غير عاصم { وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } الباقين في العذاب . ثم أخبر عن مسير الملائكة إلى لوط بعد مفارقتهم إبراهيم بقوله { وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِىء بِهِمْ } ساءه مجيئهم و « أن » صلة أكدت وجود الفعلين مرتباً أحدهما على الآخر كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان كأنه قيل : كما أحس بمجيئهم فاجأته المساءة من غير ريث خيفة عليهم من قومهم أن يتناولوهم بالفجور { سِىء بِهِمْ } مدني وشامي وعلي { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } وضاق بشأنهم وبتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته ، وقد جعلوا ضيق الذرع والذراع عبارة عن فقد الطاقة كما قالوا « رحب الذراع » إذا كان مطيقاً ، والأصل فيه أن الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع فضرب ذلك مثلاً في العجز والقدرة وهو نصب على التمييز { وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ } وبالتخفيف : مكي وكوفي غير حفص { وَأَهْلَكَ } الكاف في محل الجر ونصب { أهلك } بفعل محذوف أي وننجي أهلك { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرينَ إِنَّا مُنزِلُونَ } { منزلّون } شامي { عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً } عذاباً { مّنَ ٱلسَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } بفسقهم وخروجهم عن طاعة الله ورسوله { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا } من القرية { آيةً بَيّنَةً } هي آثار منازلهم الخربة . وقيل : الماء الأسود على وجه الأرض { لِقَوْمٍ } يتعلق بـ { تركنا } أو بـ { بينة } { يَعْقِلُونَ } .