Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 3-5)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا } اختبرنا وهو موصول بـ { أحسب } أو بـ { لا يفتنون } { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } بأنواع الفتن فمنهم من يوضع المنشار على رأسه فيفرق فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ، ومنهم من يمشط بأمشاط الحديد ما يصرفه ذلك عن دينه { فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ } بالامتحان { ٱلَّذِينَ صَدَقُوا } في الإيمان { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ } فيه . ومعنى علمه تعالى وهو عالم بذلك فيما لم يزل أن يعلمه موجوداً عند وجوده كما علمه قبل وجوده أنه يوجد ، والمعنى وليتميزن الصادق منهم من الكاذب . قال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات الرخاء والبلاء ، فمن شكر في أيام الرخاء وصبر في أيام البلاء فهو من الصادقين ، ومن بطر في أيام الرخاء وجزع في أيام البلاء فهو من الكاذبين { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَاتِ } أي الشرك والمعاصي { أَن يَسْبِقُونَا } أي يفوتونا يعني أن الجزاء يلحقهم لا محالة ، واشتمال صلة « أن » على مسند ومسند إليه سد مسد مفعولين كقوله { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } [ البقرة : 214 ] ويجوز أن يضمن حسب معنى قدر و « أم » منقطعة ، ومعنى الإضراب فيها أن هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأول لأن ذلك يقدر أنه لا يمتحن لإيمانه وهذا يظن أنه لا يجازى بمساويه . وقالوا : الأول في المؤمنين وهذا في الكافرين { سَاء مَا يَحْكُمُونَ } « ما » في موضع رفع على معنى ساء الحكم حكمهم ، أو نصب على معنى ساء حكماً يحكمون ، والمخصوص بالذم محذوف أي بئس حكماً يحكمونه حكمهم { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ٱللَّهِ } أي يأمل ثوابه أو يخاف حسابه فالرجاء يحتملها { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ } المضروب للثواب والعقاب { لأَتٍ } لا محالة فليبادر للعمل الصالح الذي يصدق رجاءه ويحقق أمله { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما يقوله عباده { ٱلْعَلِيمُ } بما يفعلونه فلا يفوته شيء ما . وقال الزجاج : و « من » للشرط ويرتفع بالابتداء وجواب الشرط { فإن أجل الله لاۤت } كقولك « إن كان زيد في الدار فقد صدق الوعد »