Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 21-23)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِنْ ءايَـٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوٰجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا } أي حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام والنساء بعدها خلقن من أصلاب الرجال ، أو من شكل أنفسكم وجنسها لا من جنس آخر وذلك لما بين الاثنين من جنس واحد من الإلف والسكون وما بين الجنسين المختلفين من التنافر . يقال : سكن إليه إذا مال إليه { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } أي جعل بينكم التواد والتراحم بسبب الزواج . وعن الحسن : المودة كناية عن الجماع والرحمة عن الولد . وقيل : المودة للشابة والرحمة للعجوز . وقيل : المودة والرحمة من الله والفرك من الشيطان أي بغض المرأة زوجها وبغض الزوج المرأة { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فيعلمون أن قوام الدنيا بوجود التناسل { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلَـٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ } أي اللغات أو أجناس النطق وأشكاله { وَأَلْوٰنِكُمْ } كالسواد والبياض وغيرهما ، ولاختلاف ذلك وقع التعارف وإلا فلو تشاكلت واتفقت لوقع التجاهل والالتباس ولتعطلت المصالح ، وفي ذلك آية بينة حيث ولدوا من أب واحد وهم على الكثرة التي لا يعلمها إلا الله متفاوتون . { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّلْعَـٰلَمِينَ } { للعالمين } جمع « عالَم » ، وبكسر اللام : حفص عالِم ويشهد للكسر قوله تعالى { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ ٱلْعَـٰلِمُونَ } العنكبوت : 43 ) { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَاؤُكُمْ مّن فَضْلِهِ } هذا من باب اللف ، وترتيبه ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار إلا أنه فصل بين القرينين الأولين بالقرينين الآخرين ، أو المراد منامكم في الزمانين وابتغاؤكم فيهما ، والجمهور على الأول لتكرره في القرآن وأسد المعاني ما دل عليه القرآن { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } أي يسمعون سماع تدبر بآذان واعية .