Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 26-28)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَـٰنِتُونَ } منقادون لوجود أفعاله فيهم لا يمتنعون عليه أو مقرون بالعبودية . { وَهُوَ ٱلَّذِى يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } أي ينشئهم { ثُمَّ يُعِيدُهُ } للبعث { وَهُوَ } أي البعث { أَهْوَنُ } أيسر { عَلَيْهِ } عندكم لأن الإعادة عندكم أسهل من الإنشاء فلم أنكرتم الإعادة ، وأخرت الصلة في قوله { وهو أهون عليه } وقدمت في قوله : { وَهُوَ عَليَّ هَيّنٌ } [ مريم : 9 ] لقصد الاختصاص هناك ، وأما هنا فلا معنى للاختصاص . وقال أبو عبيدة والزجاج وغيرهما الأهون بمعنى الهين فيوصف به الله عز وجل وكان ذلك على الله يسيراً كما قالوا : الله أكبر أي كبير ، والإعادة في نفسها عظيمة ولكنها هونت بالقياس إلى الإنشاء ، أو هو أهون على الخلق من الإنشاء لأن قيامهم بصيحة واحدة أسهل من كونهم نطفاً ثم علقاً ثم مضغ إلى تكميل خلقهم { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي الوصف الأعلى الذي ليس لغيره وقد عرف به ووصف في السماوات والأرض على ألسنة الخلائق وألسنة الدلائل ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدورات ويدل عليه قوله { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } أي القاهر لكل مقدور { ٱلْحَكِيمُ } الذي يجري كل فعل على قضايا حكمته وعلمه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : المثل الأعلى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ] . وعن مجاهد : هو قول لا إله إلا الله . ومعناه وله الوصف الأرفع الذي هو الوصف بالوحدانية ويعضده قوله { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مّنْ أَنفُسِكُمْ } فهذا مثل ضربه الله عز وجل لمن جعل له شريكاً من خلقه . و « من » للابتداء كأنه قال : أخذ مثلاً وانتزعه من أقرب شيء منكم وهي أنفسكم { هَلْ لَّكُمْ } معاشر الأحرار { مّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ } عبيدكم و « من » للتبعيض { مّن شُرَكَاء } « من » مزيدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي ومعناه : هل ترضون لأنفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد أن يشارككم بعضهم { فِى مَا رَزَقْنَـٰكُمْ } من الأموال وغيرها { فَأَنتُمْ } معاشر الأحرار والعبيد { فِيهِ } في ذلك الرزق { سَوَآء } من غير تفصلة بين حر وعبد يحكم مماليككم في أموالكم كحكمكم { تَخَافُونَهُمْ } حال من ضمير الفاعل في سواء أي متساوون خائفاً بعضكم بعضاً مشاركته في المال ، والمعنى : تخافون معاشرة السادة عبيدكم فيها فلا تمضون فيها حكماً دون إذنهم خوفاً من لائمة تلحقكم من جهتهم { كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } يعني كما يخاف بعض الأحرار بعضاً فيما هو مشترك بينهم ، فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الأرباب ومالك الأحرار والعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء ؟ { كَذٰلِكَ } موضع الكاف نصب أي مثل هذا التفصيل { نُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ } نبينها لأن التمثيل مما يكشف المعاني ويوضحها { لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يتدبرون في ضرب الأمثال فلما لم ينزجروا أضرب عنهم فقال