Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 40-43)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ } مبتدأ وخبر { ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } أي : هو المختص بالخلق والرزق والإماتة والإحياء { هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ } أي : أصنامكم التي زعمتم أنهم شركاء لله { مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ } أي : من الخلق والرزق والإماتة والإحياء { مِن شَىْءٍ } أي : شيئاً من تلك الأفعال فلم يجيبوا عجزاً فقال استبعاداً : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } و « من » الأولى الثانية والثالثة كل واحدة منهن مستقلة بتأكيد لتعجيز شركائهم وتجهيل عبدتهم . { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ } نحو القحط وقلة الأمطار والريع في الزراعات والربح في التجارات ووقوع الموتان في الناس والدواب وكثرة الحرق والغرق ومحق البركات من كل شيء { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ } بسبب معاصيهم وشركهم كقوله : { وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [ الشورى : 30 ] { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ } أي : ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة وبالنون عن قنبل { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عما هم عليه من المعاصي ثم أكد تسبيب المعاصي لغضب الله ونكاله بقوله : { قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } حيث أمرهم بأن يسيروا فينظروا كيف أهلك الله الأمم وأذاقهم سوء العاقبة بمعصايهم . { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينَ ٱلْقِيّمِ } البليغ الاستقامة الذي لا يتأتى فيه عوج { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ } هو مصدر بمعنى الرد { مِنَ ٱللَّهِ } يتعلق بيأتي ، والمعنى : من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرده أحد كقوله تعالى : { فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } [ الأنبياء : 40 ] أو بمرد على معنى لا يرده هو بعد أن يجيء به ولا رد له من جهته { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } يتصدعون أي : يتفرقون ثم أشار إلى غناه عنهم .