Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 44-46)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي وبال كفره { وَمَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلأَِنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } أي يسوون لأنفسهم ما يسويه لنفسه الذي يمهد لنفسه فراشه ويوطئه لئلا يصيبه في مضجعه ما ينغص عليه مرقده من نتوء وغيره ، والمعنى أنه يمهد لهم الجنة بسبب أعمالهم فأضيف إليهم . وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على أن ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر ، ومنفعة الإيمان والعمل الصالح ترجع إلى المؤمن لا تجاوزه . ليجزى متعلق بـ { يمهدون } تعليل له وتكرير { ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } وترك الضمير إلى الصريح لتقرير أنه لا يفلح عنده إلا المؤمن { مِن فَضْلِهِ } أي عطائه . وقوله { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَـٰفِرِينَ } تقرير بعد تقرير على الطرد والعكس { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ } أي ومن آيات قدرته { أَن يُرْسِلَ ٱلرّيَـٰحَ } هي الجنوب والشمال والصبا وهي رياح الرحمة ، وأما الدبور فريح العذاب ومنه قوله عليه السلام " اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً " وقد عدد الفوائد في إرسالها فقال { مُبَشّرٰتٍ } أي أرسلها للبشارة بالغيث { وَلِيُذِيقَكُمْ مّن رَّحْمَتِهِ } ولإذاقة الرحمة وهي نزول المطر وحصول الخصب الذي يتبعه والروح الذي مع هبوب الريح وزكاء الأرض وغير ذلك . { وليذيقكم } معطوف على { مبشرات } على المعنى كأنه قيل : ليبشركم وليذيقكم { وَلِتَجْرِىَ ٱلْفُلْكُ } في البحر عند هبوبها { بِأَمْرِهِ } أي بتدبيره أو بتكوينه كقوله { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً } [ يس : 82 ] الآية . { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } يريد تجارة البحر { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ولتشكروا نعمة الله فيها .