Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-21)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلطُّورِ } هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى وهو بمدين { وَكِتَـٰبٍ مُّسْطُورٍ } هو القرآن ونُكِّر لأنه كتاب مخصوص من بين سائر الكتب أو اللوح المحفوظ أو التوراة { فِى رَقّ } هو الصحيفة أو الجلد الذي يكتب فيه { مَّنْشُورٍ } مفتوح لا ختم عليه أو لائح { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } أي الضراح وهو بيت في السماء حيال الكعبة وعمرانه بكثرة زواره من الملائكة . رُوي أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ويخرجون ثم لا يعودون إليه أبداً . وقيل : الكعبة لكونها معمورة بالحجاج والعمار { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } أي السماء أو العرش { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } المملوء أو الموقد ، والواو الأولى للقسم والبواقي للعطف ، وجواب القسم { إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ } أي الذي أوعد الكفار به { لَوَاقِعٌ } لنازل . قال جبير بن مطعم : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلمه في الأسارى فلقيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور ، فلما بلغ { إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ } أسلمت خوفاً من أن ينزل العذاب { مَالَهُ مِن دَافِعٍ } لا يمنعه مانع والجملة صفة لـ « واقع » أي واقع غير مدفوع . والعامل في { يَوْمٍ } { لَوَاقِعٌ } أي يقع في ذلك اليوم ، أو اذكر { يَوْمَ تَمُورُ } تدور كالرحى مضطربة { ٱلسَّمَاء مَوْراً * وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } في الهواء كالسحاب لأنها تصير هباء منثوراً { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } غلب الخوض في الاندفاع في الباطل والكذب ومنه قوله { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَائِضِينَ } [ المدثر : 45 ] ويبدل { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } من { يَوْمَ تَمُورُ } والدع : الدفع العنيف وذلك أن خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ويدفعونهم إلى النار دفعاً على وجوههم وزخاً في أقفيتهم فيقال لهم { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ } في الدنيا { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا } { هَـٰذَا } مبتدأ و { سِحْرٌ } خبره يعني كنتم تقولون للوحي هذا سحر أفسحر هذا يريد أهذا المصداق أيضاً سحر ودخلت الفاء لهذا المعنى { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } كما كنتم لا تبصرون في الدنيا يعني أم أنتم عمي عن المخبر عنه كما كنتم عمياً عن الخبر وهذا تقريع وتهكم . { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُواْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَاء عَلَيْكُمْ } خبر { سَوَآء } محذوف أي سواء عليكم الأمران الصبر وعدمه بقوله { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع لنفعه في العاقبة بأن يجازي عليه الصابر جزاء الخير ، فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء ولا عاقبة له ولا منفعة فلا مزية له على الجزع . { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ } في أية جنات { وَنَعِيمٍ } أي وأي نعيم بمعنى الكمال في الصفة أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين خلقت لهم خاصة { فَـٰكِهِينَ } حال من الضمير في الظرف والظرف خبر أي متلذذين { بِمَا ءاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } وعطف قوله { وَوَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } على { فِي جَنَّـٰتِ } أي إن المتقين استقروا في جنات . … ووقاهم ربهم ، أو على { آتاهم ربهم } على أن تجعل « ما » مصدرية والمعنى فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم { عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } أو الواو للحال و « قد » بعدها مضمرة يقال لهم { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أكلاً وشرباً هنيئاً أو طعاماً وشراباً هنيئاً وهو الذي لا تنغيص فيه { مُتَّكِئِينَ } حال من الضمير في { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } { عَلَىٰ سُرُرٍ } جمع سرير { مَصْفُوفَةٌ } موصول بعضها ببعض { وَزَوَّجْنَـٰهُم } وقرناهم { بِحُورٍ } جمع حوراء { عِينٌ } عظام الأعين حسانها { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } مبتدأ و { أَلْحَقْنَا بِهِمْ } خبره { وَٱتَّبَعَتْهُمْ } { وَأَتْبَعْنَـٰهُم } أبو عمرو { ذُرّيَّتُهُم } أولادهم { بِإِيمَـٰنٍ } حال من الفاعل { أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ } أي نلحق الأولاد بإيمانهم وأعمالهم درجات الآباء وإن قصرت أعمال الذرية عن أعمال الآباء . وقيل : إن الذرية وإن لم يبلغون مبلغاً يكون منهم الإيمان استدلالاً وإنما تلقنوا منهم تقليداً فهم يلحقون بالآباء . { ذُرّيَّتُهُم } { ذرياتهم } مدني { ذرياتهم } { ذرياتهم } أبو عمرو { ذرياتهم } { ذرياتهم } شامي { وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء } وما نقصناهم من ثواب عملهم من شيء . { أَلَتْنَـٰهُمْ } مكي ألت يألِت ألتِ يألَت لغتان من الأولى متعلقة بألتناهم والثانية زائدة { كُلُّ ٱمْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } أي مرهون فنفس المؤمن مرهونة بعمله وتجازى به .