Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 63, Ayat: 8-11)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا } من غزوة بني المصطلق { إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ } الغلبة والقوة { وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ولمن أعزه الله وأيده من رسوله ومن المؤمنين وهم الأخصاء بذلك كما أن المذلة والهوان للشيطان وذويه من الكافرين والمنافقين . وعن بعض الصالحات وكانت في هيئة رثة : ألست على الإسلام وهو العز الذي لا ذل معه ، والغني الذي لا فقر معه ! وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رجلاً قال له : إن الناس يزعمون أن فيك تيهاً . قال : ليس بتيه ولكنه عزة وتلا هذه الآية { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ } لا تشغلكم { أَمْوٰلَكُمْ } والتصرف فيها والسعي في تدبير أمرها بالنماء وطلب النتاج { وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ } وسروركم بهم وشفقتكم عليهم والقيام بمؤنهم { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } أي عن الصلوات الخمس أو عن القرآن { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } يريد الشغل بالدنيا عن الدين . وقيل : من يشتغل بتثمير أمواله عن تدبير أحواله وبمرضاة أولاده عن إصلاح معاده { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } في تجارتهم حيث باعوا الباقي بالفاني . { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُمْ } « من » للتبعيض والمراد بالإنفاق الواجب { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } أي من قبل أن يرى دلائل الموت ويعاين ما ييأس معه من الإمهال ويتعذر عليه الإنفاق { فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى } هلا أخرت موتي { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } إلى زمان قليل { فَأَصَّدَّقَ } فأتصدق وهو جواب « لولا » { وَأَكُن مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } من المؤمنين . والآية في المؤمنين . وقيل : في المنافقين . { وأكون } أبو عمرو بالنصب عطفاً على اللفظ ، والجزم على موضع { فَأَصَّدَّقَ } كأنه قيل : إن أخرتني أصدق وأكن { وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً } عن الموت { إِذَا جَاء أَجَلُهَا } المكتوب في اللوح المحفوظ { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } { يَعْمَلُونَ } حماد ويحيـى ، والمعنى أنكم إذا علمتم أن تأخير الموت عن وقته مما لا سبيل إليه ، وأنه هاجم لا محالة ، وأن الله عليم بأعمالكم فمجاز عليها من منع واجب وغيره ، لم يبق إلا المسارعة إلى الخروج عن عهدة الواجب والاستعداد للقاء الله تعالى ، والله أعلم بالصواب .