Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 15-18)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ } بلاء ومحنة لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ولا بلاء أعظم منهما { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } أي في الآخرة وذلك أعظم من منفعتكم بأموالكم وأولادكم . ولم يدخل فيه « من » كما في العداوة لأن الكل لا يخلو عن الفتنة وشغل القلب وقد يخلو بعضهم عن العداوة { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } جهدكم ووسعكم ، قيل : هو تفسير لقوله { حَقَّ تُقَاتِهِ } [ آل عمران : 102 ] { وَٱسْمَعُواْ } ما توعظون به { وَأَطِيعُواْ } فيما تؤمرون به وتنهون عنه { وَأَنْفِقُواْ } في الوجوه التي وجبت عليكم النفقة فيها { خَيْراً لأَِنفُسِكُمْ } أي انفاقاً خيراً لأنفسكم . وقال الكسائي : يكن الإنفاق خيراً لأنفسكم والأصح أن تقديره ائتوا خيراً لأنفسكم وافعلوا ما هو خير لها ، وهو تأكيد للحث على امتثال هذه الأوامر وبيان ، لأن هذه الأمور خير لأنفسكم من الأموال والأولاد وما أنتم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } أي البخل بالزكاة والصدقة الواجبة { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } بنية وإخلاص ، وذكر القرض تلطف في الاستدعاء { يُضَـٰعِفْهُ لَكُمْ } يكتب لكم بالواحدة عشراً أو سبعمائة إلى ما شاء من الزيادة { وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ } يقبل القليل ويعطي الجزيل { حَلِيمٌ } يقيل الجليل من ذنب البخيل أو يضعف الصدقة لدافعها ولا يعجل العقوبة لمانعها { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } أي يعلم ما استتر من سرائر القلوب { وَٱلشَّهَـٰدَةِ } أي ما انتشر من ظواهر الخطوب { ٱلْعَزِيزُ } المعز بإظهار العيوب { ٱلْحَكِيمُ } في الإخبار عن الغيوب ، والله أعلم .