Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 61-70)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلما جاء آل لوط المرسلون } وذلك أن الملائكة عليهم السلام لما بشروا إبراهيم بالولد ، وعرفوه بما أرسلوا به ساروا إلى لوط وقومه فلما دخلوا على لوط { قال إنكم قوم منكرون } وإنما قال هذه المقالة لوط لأنهم دخلوا عليه وهم في زي شبان مردان حسان الوجوه ، فخاف أن يهجم عليهم قومه فلهذا السبب قال هذه المقالة . وقيل : إن النكرة ضد المعرفة فقوله : إنكم قوم منكرون يعني لا أعرفكم ولا أعرف من أي الأقوام أنتم ، ولا لأي غرض دخلتم فعند ذلك { قالوا } يعني الملائكة { بل جئناك بما كانوا فيه يمترون } يعني جئناك بالعذاب الذي كانوا يشكون فيه { وأتيناك بالحق } يعني باليقين الذي لا شك فيه { وإنّا لَصادقون } يعني فيما أخبرناك به من إهلاكهم { فأسر بأهلك } بقطع من الليل يعني آخر الليل ، والقطع القطعة من الشيء وبعضه { واتبع أدبارهم } يعني واتبع آثار أهلك وسر خلفهم { ولا يلتفت منكم أحد } يعني حتى لا يرى ما نزل بقومه من العذاب فيرتاع بذلك ، وقيل : المراد الإسراع في السير وترك الالتفات إلى ورائه ، والاهتمام بما خلفه كما تقول امض لشأنك ولا تعرج على شيء وقيل جعل ترك الالتفات علامة لمن ينجو من آل لوط ولئلا يتخلف أحد منهم فيناله العذاب { وامضوا حيث تؤمرون } قال ابن عباس : يعني إلى الشام وقيل : الأردن ، وقيل إلى حيث يأمركم جبريل وذلك أن جبريل أمرهم أن يسيروا إلى قرية معينة ما عمل أهلها عمل قوم لوط { وقضينا إليه ذلك الأمر } يعني وأوحينا إلى لوط ذلك الأمر الذي حكمنا به على قومه ، وفرغنا منه ثم إنه سبحانه وتعالى فسر ذلك الأمر الذي قضاه بقوله { أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين } يعني أن هؤلاء القوم يستأصلون عن آخرهم بالعذاب وقت الصبح وإنما أبهم الأمر الذي قضاه عليهم أولاً ، وفسر ثانياً تفخيماً له وتعظيماً لشأنه { وجاء أهل المدينة } يعني مدينة سدوم وهي مدينة قوم لوط { يستبشرون } يعني يبشر بعضهم بعضاً بأضياف لوط والاستبشار : إظهار الفرح والسرور ، وذلك أن الملائكة لما نزلوا على لوط ظهر أمرهم في المدينة وقيل إن امرأته أخبرتهم بذلك ، وكانوا شباناً مرداً في غاية الحسن ونهاية الجمال فجاء قوم لوط إلى داره طمعاً منهم في ركوب الفاحشة { قال } يعني قال لوط لقومه { إن هؤلاء ضيفي } وحق على الرجل إكرام ضيفه { فلا تفضحون } يعني فيهم يقال فضحه يفضحه إذا أظهر من أمره ما يلزمه العار بسببه { واتقوا الله } يعني خافوا الله في أمرهم { ولا تخزون } يعني ولا تخجلون { قالوا } يعني : قوم لوط الذين جاؤوا إليه { أولم ننهك عن العالمين } يعني أولم ننهك عن أن تضيف أحداً من العالمين . وقيل : معناه أو لم ننهك أن تدخل الغرباء إلى بيتك ، فإنا نريد أن نركب منهم الفاحشة : وقيل : معناه ألسنا قد نهيناك أن تكلمنا في أحد من العالمين إذا قصدناه بالفاحشة .