Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 98-101)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا } لما ذكر الوعيد المتقدم قال : ذلك جزاؤهم بما كفروا يعني ذلك العذاب جزاؤهم بسبب كفرهم بآياتنا { وقالوا أئذا كنا عظاماً ورفاتاً أئنا لمبعوثون خلقاً جديداً } أجابهم الله ورد عليهم بقوله { أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض } أي في عظمها وشدتها { قادر على أن يخلق مثلهم } أي في صغرهم وضعفهم { وجعل لهم أجلاً } أي وقتاً لعذابهم { لا ريب فيه } أي لا شك فيه أنه يأتيهم قبل الموت ، وقيل يوم القيامة { فأبى الظالمون إلا كفوراً } أي جحوداً وعناداً { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } أي خزائن نعمه ورزقه وقيل : إن خزائن الله غير متناهية . والمعنى : لو أنكم ملكتم من النعم خزائن لا نهاية لها { إذاً لأمسكتم } أي لبخلتم وحبستم { خشية الإنفاق } والفقر والنفاد وهذا مبالغة عظيمة في وصفهم بهذا الشيء { وكان الإنسان قتوراً } أي ممسكاً بخيلاً . فإن قلت : قد يوجد في جنس الإنسان من هو جواد كريم ، فكيف وصفه بالبخل ؟ قلت : الأصل في الإنسان البخل ، لأن خلق محتاجاً والمحتاج لا بد وأن يحب ما يدفع به عنه ضرر الحاجة ، ويمسكه لنفسه إلا أنه قد يجود لأسباب خارجة مثل أن يحب المدحة أو رجاء ثواب ، فثبت بها أن الأصل في الإنسان البخل . قوله تعالى { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } أي دلالات واضحات . قال ابن عباس : هي العصا واليد البيضاء والعقدة التي كانت بلسانه ، فحلها وفلق البحر والطوفان والجواد والقمل والضفادع والدم وقيل عرض فلق البحر ، واليد والسنون نقص من الثمرات وقيل : الطمس والبحر بدل السنين والنقص . قيل كان الرجل منهم مع أهله في الفراش وقد صارا حجرين والمرأة قائمة تخبز ، وقد صارت حجراً وقد روي أن عمر بن عبد العزيز سأل محمد بن كعب القرظي عن الآيات فذكر منها الطمس فقال عمر : هذا يجب أن يكون الفقيه ثم قال يا غلام اخرج ذلك الجراب فأخرجه . فإذا فيه بيض مكسر نصفين ، وجوز مكسر نصفين وثوم وحمص وعدس كلها حجارة . وقيل : التسع آيات هي آيات الكتاب وهي الأحكام يدل عليه ما روي عن صفوان بن غسان أن يهودياً قال لصاحبه : تعال حتى نسأل هذا النبي فقال الآخر : لا تقل نبي . فإنه لو سمع صارت له أربع أعين ، فأتياه فسألاه عن هذه الآية . ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقال : " لا تشركوا بالله شيئاً ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تأكلوا الربا ، ولا تسحروا ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله ولا تسرفوا ولا تقذفوا المحصنات ولا تفروا من الزحف ، وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يده وقالا : نشهد إنك نبي قال : فما يمنعكم أن تتبعوني " قالا إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي ، وإنا نخاف إنا اتبعناك أن تقتلنا اليهود { فاسأل } يا محمد { بني إسرائيل } يجوز الخطاب معه والمراد غيره ويجوز أن يكون خاطبه وأمره بالسؤال ليتبين كذبهم مع قومهم { إذا جاءهم } يعني جاء موسى إلى فرعون بالرسالة من عند الله عز وجل { فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً } قال ابن عباس : مخدوعاً وقيل : مطبوباً اي سحروك وقيل معناه ساحراً معطى علم السحر ، فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك .