Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 18-20)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله سبحانه وتعالى : { وتحسبهم } خطاب لكل أحد { أيقاظاً } أي منتبهين لأن أعينهم مفتحة { وهم رقود } أي نيام { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } قال ابن عباس : كانوا يقلبون في السنة مرة من جانب إلى جانب لئلا تأكل الأرض لحومهم ، قيل كانوا يقلبون في عاشوراء وقيل كانوا لهم في السنة تقلبتان { وكلبهم باسط ذراعيه } قال ابن عباس : كان كلباً أغر وعنه أنه كان فوق القلطي ودون الكرزي . والقلطي كلب صيني وقيل كان أصفر وقيل كان شديد الصفرة يضرب إلى حمرة ، وقال ابن عباس : كان اسمه قطمير وقيل ريان وقيل صهبان قيل ليس في الجنة دواب سوى كلب أصحاب الكهف وحمار بلعام { بالوصيد } أي فناء الكهف ، وقيل عتبة الباب وكان الكلب قد بسط ذراعيه وجعل وجهه عليهم ، قيل كان ينقلب مع أصحابه فإذا انقلبوا ذات اليمين كسر الكلب أذنه اليمنى ورقد عليها ، وإذا انقلبوا ذات الشمال كسر أذنه اليسرى ورقد عليها { لو اطلعت عليهم } يا محمد { لوليت منهم فراراً } وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة حتى لا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله فيوقظهم الله من رقدتهم { ولملئت منهم رعباً } أي خوفاً من وحشة المكان . وقيل لأن أعينهم مفتحة كالمتيقظ الذي يريد أن يتكلم وهم نيام وقيل لكثرة شعورهم ، وطول أظافرهم ولتقلبهم من غير حس ولا إشعار وقيل إن الله سبحانه وتعالى منعهم بالرعب لئلا يراهم أحد . قال ابن عباس : غزونا مع معاوية نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال معاوية : لو كشف الله عن هؤلاء لنظرنا إليهم ، فقال ابن عباس : قد منع ذلك من هو خير منك فقيل له لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً . فبعث معاوية ناساً فقال اذهبوا فانظروا ، فلما دخلوا الكهف بعث الله ريحاً فأحرقهم . قوله سبحانه وتعالى { وكذلك بعثناهم } يعني كما أنمناهم في الكهف وحفظنا أجسامهم من البلى على طول الزمان بعثناهم من النومة التي تشبه الموت { ليتساءلوا بينهم } أي ليسأل بعضهم بعضاً { قال قائل منهم } وهو رئيسهم وكبيرهم مكسلمينا { كم لبثتم } أي في نومكم وذلك ، أنهم استنكروا طول نومهم وقيل إنهم راعهم ما فاتهم من الصلاة فقالوا ذلك { قالوا لبثنا يوماً } ثم نظروا فوجدوا الشمس قد بقي منها بقية فقالوا { أو بعض يوم } فلما نظروا إلى طول شعورهم وأظافرهم علموا أنهم لبثوا أكثر من يوم { قالوا ربكم أعلم بما لبثتم } وقيل إن مكسلمينا لما سمع الاختلاف بينهم قال دعوا الاختلاف ربكم أعلم بما لبثتم { فابعثوا أحدكم } يعني تمليخا { بورقكم } هي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة { هذه إلى المدينة } قيل هي ترسوس وكان اسمها في الزمن الأول قبل الإسلام أفسوس { فلينظر أيها أزكى طعاماً } أي أحل طعاماً وقيل أمروه أن يطلب ذبيحة مؤمن ، ولا تكون من ذبح من يذبح لغير الله وكان فيهم مؤمنون يخفون إيمانهم ، وقيل أطيب طعاماً وأجود وقيل أكثر طعاماً وأرخصه { فليأتكم برزق منه } أي قوت وطعام تأكلونه { وليتلطف } أي وليترفق في الطريق وفي المدينة وليكن في ستر وكتمان { ولا يشعرن } أي ولا يعلمن { بكم أحداً } أي من الناس { إنهم إن يظهروا عليكم } أي يعلموا بمكانكم { يرجموكم } قيل معناه يشتموكم ويؤذوكم بالقول وقيل يقتلوكم ، وكان من عادتهم القتل بالحجارة وهو أخبث القتل وقيل يعذبوكم { أو يعيدوكم في ملتهم } أي الكفر { ولن تفلحوا إذاً أبداً } أي إن عدتم إليه .