Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 99-105)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وتركنا بعضهم يومئذٍ يموج في بعض } قيل هذا عند فتح السد ، يقول تركنا يأجوج ومأجوج يموج أي يدخل بعضهم في بعض كموج الماء ، ويختلط بعضهم في بعض لكثرتهم ، وقيل هذا عند قيام الساعة يدخل الخلق بعضهم في بعض لكثرتهم ويختلط إنسهم بجنهم حيارى { ونفخ في الصور } فيه دليل على أن خروج يأجوج ومأجوج من علامات قرب الساعة { فجمعناهم جمعاً } أي في صعيد واحد { وعرضنا } أي أبرزنا { جهنم يومئذ للكافرين عرضاً } ليشاهدوها عياناً { الذين كانت أعينهم في غطاء } أي غشاء وستر { عن ذكري } أي عن الإيمان والقرآن والهدى والبيان وقيل عن رؤية الدلائل وتبصرها { وكانوا لا يستطيعون سمعاً } أي سمع قبول الإيمان والقرآن لغلبة الشقاء عليهم ، وقيل معناه لا يستطيعون أن يسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لشدة عداوتهم له . قوله تعالى { أفحسب } أي أفظن { الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء } يعني أرباباً يريد عيسى والملائكة ، بل هم لهم أعداء يتبرؤون منهم . وقال ابن عباس : يعني الشياطين أطاعوهم من دون الله ، والمعنى أفظن الذين كفروا أن يتخذوا غيري أولياء وإني لا أغضب لنفسي فلا أعاقبهم وقيل معناه أفظنوا أنه ينفعهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء { إنا أعتدنا } أي هيأنا { جهنم للكافرين نزلاً } أي منزلاً . قال ابن عباس رضي الله عنهما : هي مثواهم وقيل معدة لهم عندنا كالنزل للضيف . قوله تعالى { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً } يعني الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلاً ونوالاً فنالوا هلاكاً وبواراً ، قال ابن عباس : هم اليهود والنصارى ، وقيل هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع وقال علي بن أبي طالب : هم أهل حوراء يعني الخوارج { الذين ضل سعيهم } أي بطل عملهم واجتهادهم { في الحياة الدنيا وهم يحسبون } أي يظنون { أنهم يحسنون صنعاً } أي عملاً ثم وصفهم فقال تعالى { أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه } يعني أنهم جحدوا دلائل توحيده وقدرته ، وكفروا بالبعث والثواب والعقاب ، وذلك لأنهم كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فصاروا كافرين بهذه الأشياء { فحبطت أعمالهم } أي بطلت { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } . قيل لا تقيم لهم ميزاناً ، لأن الميزان إنما توضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين ليتميزوا مقدار الطاعات ومقدار السيئات . قال أبو سعيد الخدري " يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم من العظم كجبال تهامة فإذا وزنوها لم تزن شيئاً فذلك قوله تعالى { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } وقيل معناه نزدري بهم فليس لهم عندنا شيئاً ذلك قوله تعالى { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } وقيل معناه نزدري بهم فليس لهم عندنا حظ ولا قدر ولا وزن ق عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرؤوا إن شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً " .