Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 166-167)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { إذ تبرأ } أي تنزه وتباعد { الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب } أي القادة من مشركي الإنس من الأتباع وذلك يوم القيامة حين يجمع القادة والأتباع فيتبرأ بعضهم من بعض عند نزول العذاب بهم وعجزهم عن دفعه عن أنفسهم فكيف عن غيرهم . وقيل : هم الشياطين يتبرؤون من الإنس ، والقول هو الأول { وتقطعت بهم الأسباب } يعني الوصلات التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها من قرابة وصداقة . وقيل : الأعمال التي كانت بينهم يعملونها في الدنيا . وقيل : العهود والحلف التي كانت بينهم يتوادون عليها . وأصل السبب في اللغة الحبل الذي يصعد به النخل وسمي كل ما يتوصل به إلى شيء من ذريعة أو قرابة أو مودة سبباً تشبيهاً بالحبل الذي يصعد به { وقال الذين اتبعوا } يعني الأتباع { لو أن لنا كرة } أي رجعة إلى الدنيا { فنتبرأ منهم } أي من المتبوعين { كما تبرؤوا منا } اليوم { كذلك يريهم الله } أي كما أراهم العذاب يريهم الله { أعمالهم حسرات عليهم } لأنهم أيقنوا بالهلاك . والحسرة الغم على ما فاته وشدة الندم عليه كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه ، والمعنى أن الله تعالى يريهم السيئات التي عملوها ، وارتكبوها في الدنيا فيتحسرون لم عملوها ؟ . وقيل : يريهم ما تركوا من الحسنات فيندمون على تضييعها . وقيل : يرفع لهم منازلهم في الجنة فيقال لهم تلك مساكنكم لو أطعتم الله ثم تقسم بين المؤمنين فذلك حين يتحسرون ويندمون على ما فاتهم ولا ينفعهم الندم { وما هم بخارجين من النار } .