Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 65-75)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالوا } يعني السحرة { يا موسى إما أن تلقي } أي عصاك { وإما أن نكون أول من ألقى } أي عصينا { قال } يعني موسى { بل ألقوا } يعني أنتم أولاً { فإذا حبالهم } فيه إضمار أي فألقوا فإذا حبالهم { وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } قيل إنهم لما ألقوا الحبال والعصي أخذوا أعين الناس ، فرأى موسى كأن الأرض امتلأت حيات وكانت قد أخذت ميلاً في ميل من كل جانب ورآها كأنها تسعى { فأوجس } أي أضمر وقيل وجد { في نفسه خيفة موسى } قيل هو طبع البشرية وذلك أنه ظن أنها تقصده ، وقيل خاف على القوم أن يلتبس عليهم الأمر فيشكوا في أمره فلا يتبعوه { قلنا لا تخف } أي قال الله تعالى لموسى لا تخف { إنك أنت الأعلى } أي الغالب عليهم ولك الغلبة عليهم والظفر { وألق ما في يمينك } أي عصاك والمعنى لا يخيفنك كثرة حبالهم وعصيهم فإن في يمينك شيئاً أعظم منها كلها { تلقف } أي تلقم وتبتلع { ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر } أي حيلة ساحر { ولا يفلح الساحر حيث أتى } أي من الأرض . وقال ابن عباس لا يسعد حيث كان { فألقي السحرة سجداً قالوا آمنا برب هارون وموسى } قال صاحب الكشاف سبحان الله ما أعجب أمرهم قد ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود ، ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود فما أعظم الفرق بين الإلقائين . وقيل إنهم لم يرفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار وقيل إنهم لما سجدوا أراهم الله تعالى في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة { قال } يعني فرعون { آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم } أي لرئيسكم وعظيمكم يعني أنه أسحركم وأعلاكم في صناعة السحر ومعلمكم { الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } يعني أقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى { ولأصلبنكم في جذوع النخل } يعني على جذوع النخل { ولتعلمن أينا أشد عذاباً } يعني على إيمانكم به أنا أو رب موسى على ترك الإيمان به { وأبقى } يعني أدوم { قالوا } يعني السحرة { لن نؤثرك } يعني لن نختارك { على ما جاءنا من البينات } يعني الدلالات الواضحات ، قيل هي اليد البيضاء والعصا وقيل كان استدلالهم أنهم قالوا لو كان هذا سحر فأين حبالنا وعصينا . وقيل إنهم لما سجدوا رأوا الجنة والنار ورأوا منازلهم في الجنة فعند ذلك قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات { والذي فطرنا } قيل هو قسم ، وقيل معناه لن نؤثرك على الله الذي فطرنا { فاقض ما أنت قاض } يعني فاصنع ما أنت صانع { إنما تقضي هذه الحياة الدنيا } يعني إنما أمرك وسلطانك في الدنيا سيزول عن قريب { إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر } فإن قلت كيف قالوا هذا وقد جاؤوا مختارين غير مكرهين . قلت كان فرعون أكرههم في الابتداء على تعلمهم السحر لكي لا يذهب أصله . وقيل كانت السحرة اثنين وسبعون اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل ، وكان فرعون أكره الذين هم من بني إسرائيل على تعلم السحر . وقيل قال السحرة لفرعون أرنا موسى إذا هو نام فأراهم موسى نائماً وعصاه تحرسه فقالوا لفرعون هذا ليس بساحر إن الساحر إذا نام بطل سحره . فأبى عليهم فأكرههم على أن يعملوا فذلك قولهم وما أكرهتنا عليه من السحر { والله خير وأبقى } يعني خير منك ثواباً وأبقى عقاباً وقيل خير منك إن أطيع وأبقى عذاباً إن عصي وهذا جواب لقوله { ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى } { إنه من يأت ربه مجرماً } قيل هذا ابتداء كلام من الله تعالى وقيل هو من تمام قول السحرة معناه من مات على الشرك { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح { ولا يحيى } حياة ينتفع بها { من يأته مؤمناً } يعني من مات على الإيمان { قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى } يعني الرفيعة العلية .