Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 79-82)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فتوكل على الله } أي فثق به { إنك على الحق المبين } أي البين { إنك لا تسمع الموتى } يعني موتى القلوب وهم الكفار { ولا تسمع الصم الدعاء ، فإذا ولوا مدبرين } أي معرضين . فإن قلت ما معنى مدبرين والأصم لا يسمع صوتاً سواء أقبل أو أدبر ؟ . قلت : هو تأكيد ومبالغة وقيل : إن الأصم إذا كان حاضراً قد يسمع برفع الصوت ، أو يفهم بالإشارة فإذا ولى لم يسمع ولم يفهم . ومعنى الآية إنه لفرط إعراضهم عما يدعون إليه كالميت الذي لا سبيل إلى سماعه ، وكالأصم الذي لا يسمع ولا يفهم { وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم } معناه ما أنت بمرشد من أعماه الله عن الهدى وأعمى قلبه عن الإيمان { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } إلا من يصدق بالقرآن أنه من الله { فهم مسلمون } أي مخلصون . قوله تعالى : { وإذا وقع القول عليهم } يعني إذا وجب عليهم العذاب وقيل : إذا غضب الله عليهم وقيل إذا وجبت الحجة عليهم ، وذلك أنهم لم يأمروا بالمعروف ، ولم ينهوا عن المنكر وقيل إذا لم يرج صلاحهم وذلك في آخر الزمان قبل قيام الساعة { أخرجنا لهم دابة الأرض } . م عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بادروا بالأعمال قبل ست : طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال والدابة وخويصة أحدكم وأمر العامة " م عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريباً " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم " تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلو وجه المؤمن وتخطم أنف الكافر بالخاتم : حتى إن أهل الحق ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر " أخرجه الترمذي . وقال حديث حسن ، وروى البغوي بإسناده عن الثعلبي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجاً بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية لا يدخل ذكرها القرية ، يعني مكة ثم تمكث زمناً طويلاً ، ثم تخرج خرجة أخرى قريباً من مكة فيفشو ذكرها بالبادية ، ويدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم بينا الناس يوماً في أعظم المساجد على الله حرمة ، وأكرمها على الله يعني المسجد الحرام لم يرعهم ، إلا وهي في ناحية المسجد تدنو وتدنو ، كذا قال عمر وما بين الركب الأسود إلى باب بني مخزوم ، عن يمين الخارج في وسط من ذلك فارفض الناس عنها وتثبت لها عصابة عرفوا أنهم لم يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ، ليقوم فيعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ، فيتجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم ويشتركون في الأموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكافر يا كافر " وبإسناد الثعلبي " عن حذيفة بن اليمان ذكر رسول الله صلى لله عليه وسلم الدابة قلت : يا رسول الله من أين تخرج قال " من أعظم المساجد حرمة على الله فبينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض ، وينشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يخرج منها رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها الطالب ، ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمناً وكافراً فأما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء وتكتب بين عينيه كافر " " وروي عن ابن عباس أنه قرع الصفا بعصاه وهو محرم وقال : إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه وعن ابن عمر قال تخرج الدابة ليلة جمع الناس يسيرون إلى منى ، وعن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " بئس الشعب شعب أجياد مرتين أو ثلاثاً قيل : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : تخرج منه الدابة تصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين " وروي عن ابن الزبير أنه وصف الدابة فقال : رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل وقرنها قرن إيل وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً . وعن عبدالله بن عمرو قال : تخرج الدابة من شعب أجياد فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض وروي عن علي قال : ليست بدابة لها ذنب ولكن لها لحية وقال وهب : وجهها وجه رجل وسائر خلقها كخلق الطير فتخبر من رآها أن أهل مكة ، كانوا بمحمد والقرآن لا يوقنون { تكلمهم } أي بكلام فصيح قيل تقول هذا مؤمن وهذا كافر . وقيل : تقول ما أخبر الله تعالى { إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } تخبر الناس عن أهل مكة أنهم لم يؤمنوا بالقرآن والبعث . وقرىء تكلمهم بتخفيف اللام من الكلم ، وهو الجرح وقال ابن الجوزي : سئل ابن عباس عن هذه الآية تكلمهم وتكلمهم فقال : كل ذلك تفعل تكلم المؤمن وتكلم الكافر .