Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 64-78)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النوع الخامس قوله تعالى : { أمن يبدأ الخلق } أي نطفاً في الأرحام { ثم يعيده } بعد الموت { ومن يرزقكم من السماء والأرض } أي من السماء بالمطر ومن الأرض بالنبات { أإله مع الله قل هاتوا برهانكم } أي حجتكم على قولكم إن مع الله إلهاً آخر { إن كنتم صادقين } قوله تعالى { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } نزلت في المشركين حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة . والمعنى أن الله هو الذي يعلم الغيب وحده ويعلم متى تقوم الساعة { ما يشعرون أيان يبعثون } يعني أن من في السموات وهم الملائكة ومن في الأرض وهم بنو آدم لا يعلمون متى يبعثون والله تعالى تفرد بعلم ذلك { بل ادارك علمهم } أي بلغ ولحق علمهم { في الآخرة } هو ما جهلوه في الدنيا وسقط عنهم علمه . وقيل بل علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه وعلموا عنه في الدنيا وهو قوله تعالى { بل هم في شك منها } أي هم اليوم في شك من الساعة { بل هم منها عمون } جمع عم وهو أعمى القلب وقيل معنى الآية أن الله أخبر عنهم إذا بعثوا يوم القيامة يستوي علمهم في الآخرة ، وما وعدوا فيها من الثواب والعقاب وإن كانت علومهم مختلفة في الدنيا . قوله تعالى { وقال الذين كفروا } أي مشركو مكة { أإذا كنا تراباً وآباؤنا أإنا لمخرجون } أي من قبورنا أحياء { لقد وعدنا هذا } أي هذا البعث { نحن وآباؤنا من قبل } أي من قبل محمد صلى الله عليه سلم وليس ذلك بشيء { إن هذا } أي ما هذا { إلا أساطير الأولين } أي أحاديثهم وأكاذيبهم التي كتبوها { قيل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم } أي بتكذيبهم إياك وإعراضهم عنك . { ولا تكن في ضيق مما يمكرون } نزلت في المستهزئين الذي اقتسموا عقاب مكة { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف } أي دنا وقرب { لكم } وقيل معناه ردفكم { بعض الذي تستعجلون } أي من العذاب فحل بهم ذلك يوم بدر . قوله عز وجل { وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم } أي تخفي { وما يعلنون } أي من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما من غائبة } أي من جملة غائبة من مكتوم سر وخفي أمر وشيء غائب { في السماء والأرض إلا في كتاب مبين } يعني في اللوح المحفوظ { إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل } أي يبين لهم { أكثر الذين هم فيه يختلفون } أي من أمر الدين ، وذلك أن أهل الكتاب اختلفوا فيما بينهم فصاروا أحزاباً يطعن بعضهم على بعض فنزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه { وإنه } يعني القرآن { لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم } أي يفصل بينهم ويحكم بين المختلفين في الدين يوم القيامة { بحكمة } أي الحق { هو العزيز } الممتنع الذي لا يرد له أمر { العليم } أي بأحوالهم فلا يخفى عليه شيء منها .