Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 29-30)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قل إن تخفوا ما في صدوركم } يعني ما في قلوبكم من موالاة الكفار ومودتهم وإنما ذكر الصدر لأنه وعاء القلب { أو تبدوه } يعني تبدوا مودة الكفار قولاً وفعلاً وقيل معناه إن تخفوا ما في قلوبكم من تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تبدوه أي تظهروه بالحرب والمقاتلة له { يعلمه الله } أي يحفظه عليكم ويجازيكم به ، { ويعلم ما في السموات والأرض } يعني أنه تعالى إذا كان لا يخفى عليه شيء في السموات ولا في الأرض فكيف يخفى عليه حالكم وموالاتكم الكفار وميلكم إليهم بقلوبكم { والله على كل شيء قدير ، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً } يعني تجد كل نفس جزاء ما عملت محضراً ما عملت محضراً يوم القيامة لم ينقص ولم يبخس منه شيء ، { وما عملت من سوء } أي تجد ما عملت من الخير محضراً فتسر به وما عملت من سوء { تود } أي تتمنى { لو أن بينها وبينه } أي وبين ما عملت من السوء { أمداً بعيداً } أي مكاناً بعيداً قيل : كما بين المشرق والمغرب والأمد الأجل والغاية ، وقيل معناه تود أنها لم تعمله ويكون بينها وبينه أمد بعيد { ويحذركم الله نفسه } إنما كرره لتأكيد الوعيد { والله رؤوف بالعباد } قيل : معناه أنه رؤوف بهم حيث حذرهم نفسه وعرفهم كمال قدرته وعلمه ، وأنه يمهل ولا يهمل . وقيل : معناه أنه رؤوف بالعباد حيث أمهلهم للتوبة ولتدارك العمل الصالح . وقيل : إنه تعالى لما قال : ويحذركم الله نفسه وهو وعيد أتبعه بقوله والله رؤوف بالعباد ، وهو وعد ليعلم العبد المؤمن أن رحمته ووعده غلبت وعيده وسخطه .