Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 31-32)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } نزلت في اليهود والنصارى حيث قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه فنزلت هذه الآية ، فعرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم فلم يقبلوها . وقال ابن عباس : وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش وهم في المسجد الحرام وقد نصبوا أصنامهم وعلقوا عليها بيض النعام وجعلوا في آذانهم الشنوف وهم يسجدون لها فقال : يا معشر قريش والله لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل فقالت قريش : إنما نعبدها حباً لله لتقربنا إلى الله زلفى فنزلت هذه الآية . وقيل : إن نصارى نجران قالوا : إنما نقول هذا القول في عيسى حباً لله وتعظيماً له فأنزل الله { قل إن كنتم تحبون الله } [ آل عمران : 31 ] فيما تزعمون فاتبعوني يحببكم الله لأنه قد ثبتت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالدلائل الظاهرة والمعجزات الباهرة فوجب على كافة الخلق متابعته . والمعنى قل : إن كنتم صادقين في إدعاء محبة الله فكونوا منقادين لأوامره مطيعين له فاتبعوني ، فإن اتباعي من محبة الله تعالى وطاعته . وقال العلماء : إن محبة العبد لله عبارة عن إعظامه وإجلاله وإيثار طاعته واتباع أمره ومجانبة نهيه ، ومحبة الله للعبد ثناؤه عليه ورضاه عنه وثوابه له وعفوه عنه فذلك قوله تعالى : { ويغفر لكم ذنوبكم } يعني أن من غفر له فقد أزال عنه العذاب { والله غفور رحيم } يعني أنه تعالى يغفر ذنوب من أحبه ويرحمه بفضله وكرمه ، ولما نزلت هذه الآية قال عبدالله بن أبي سلول رأس المنافقين لأصحابه : إن محمداً يجعل طاعته كطاعة الله ويأمرنا أن نحبه كما أحبت النصارى عيسى ابن مريم فأنزل الله عز وجل : { قل أطيعوا الله والرسول } يعني أن طاعة الله متعلقة بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن طاعته لا تتم مع عصيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه : كل أمر أو نهي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى ذلك في الفريضة واللزوم مجرى ما أمر الله به في كتابه أو نهى عنه ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : فإن طاعتكم لمحمد صلى الله عليه وسلم طاعتكم لي ، فأمّا أن تطيعوني وتعصوا محمداً فلن أقبل منكم . { فإن تولوا } أي أعرضوا عن طاعة الله ورسوله { فإن الله لا يحب الكافرين } أي لا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم . خ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلاّ من أبى قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " ق عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني " .