Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 20-23)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومناة } قيل : هي لخزاعة كانت بقديد وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت حذو قديد وقيل : هي بيت بالمشلل كانت تعبده بنو كعب . وقيل : مناة ، صنم لهذيل وخزاعة وكانت تعبدها أهل مكة وقيل : اللات والعزى ومناة أصنام من الحجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها { الثالثة الأخرى } الثالثة نعت لمناة إذ هي الثالثة في الذكر وأما الأخرى فإن العرب لا تقول الثالثة الأخرى وإنما الأخرى هنا نعت للثلاثة قال الخليل : قالها لوفاق رؤوس الآي كقوله { مآرب أخرى } [ طه : 18 ] ولم يقل أخر . وقيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره أفرأيتم اللات والعزى الأخرى ومناة الثالثة . وقيل : هي صفة ذم كأنه تعالى قال ومناة الثالثة المتأخرة الذليلة . فعلى هذا فالأصنام ترتب مراتب ، وذلك لأن اللات كان صنماً على صورة آدمي والعزّى شجرة فهي نبات ومناة صخرة فهي جماد وهي في أخريات المراتب . ومعنى الآية : هل رأيتم هذه الأصنام حق الرؤية ، وإذا رأيتموها علمتم أنها لا تصلح للعبادة لأنها لا تضر ولا تنفع وقيل : أفرأيتم أيها الزاعمون أن اللات والعزى ومناة بنات الله ألكم الذكر وله الأنثى . وقيل : كان المشركون بمكة يقولون : الأصنام والملائكة بنات الله وكان الرجل منهم إذا بشر بالأنثى كره ذلك فقال الله عز وجل منكراً عليهم { ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى } قال ابن عباس : أي قسمة جائرة حيث جعلتم لربكم ما تكرهون لأنفسكم وقيل : قسمة عوجاء غير معتدلة { إن هي } أي ما هذه الأصنام { إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم } والمعنى : أنكم سميتموها آلهة وليست حقيقة ولا بمعبودة حقيقة وقيل : معناه قلتم لبعضها عزى ولا عزة لها فلا يكون لها مسمى حقيقة . { ما أنزل الله بها من سلطان } أي حجة بما تقولون إنها آلهة { إن يتبعون إلا الظن } أي في قولهن إنها آلهة { وما تهوى الأنفس } يعني هو ما زين لهم الشيطان من عبادة الأصنام وقيل : وضعوا عبادتهم بمقتضى شهواتهم والذي ينبغي أن تكون العبادة بمقتضى الشرع لا بمتابعة هوى النفس { ولقد جاءهم من ربهم الهدى } أي البيان بالكتاب المنزل والنبي المرسل أن الأصنام ليست بآلهة وأن العبادة لا تصلح إلا لله الواحد القهار .