Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 24-30)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم للإنسان ما تمنى } معناه أيظن الكافر أن له ما يتمنى ويشتهي من شفاعة الأصنام أي ليس الأمر كما يظن ويتمنى { فلله الآخرة والأولى } أي لا يملك أحد فيها شيئاً أبداً إلا بإذنه وقيل : معناه أن الإنسان إذا اختار معبوداً على ما تمناه واشتهاه فلله الآخرة والأولى يعاقبه على فعله ذلك إن شاء في الدنيا والآخرة وإن شاء أمهله إلى الآخرة { وكم من ملك في السموات } أي ممن يعبدهم هؤلاء ويرجون شفاعتهم عند الله { لا تغني شفاعتهم شيئاً } يعني أن الملائكة ، مع علو منزلتهم ، لا تغني شفاعتهم ، شيئاً فكيف تشفع الأصنام مع حقارتها ثم أخبر أن الشفاعة لا تكون إلا بإذنه فقال تعالى : { إلا من بعد أن يأذن الله } أي في الشفاعة { لمن يشاء ويرضى } أي من أهل التوحيد قال ابن عباس يريد لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه وقيل : إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء من الملائكة في الشفاعة لمن شاء الشفاعة له { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة } يعني الكفار الذين أنكروا البعث { ليسمون الملائكة تسمية الأنثى } أي بتسمية الأنثى حيث قالوا إنهم بنات الله . فإن قلت كيف قال تسمية الأنثى ولم يقل تسمية الإناث . قلت المراد منه بيان الجنس وهذا اللفظ أليق بهذا الموضع لمناسبته رؤوس الآي وقيل : إن كل واحد من الملائكة يسمونه تسمية الأنثى وذلك لأنهم إذا قالوا الملائكة بنات الله فقد سموا كل واحد منهم بنتاً وهي تسمية الأنثى { وما لهم به من علم } يعني بالله فيشركون به ويجعلون له ولداً وقيل : ما يستيقنون أن الملائكة أناث { إن يتبعون إلا الظن } يعني في تسمية الملائكة بالإناث { وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً } يعني لا يقوم الظن مقام العلم الذي هو الحق وقيل معناه إنما يدرك الحق الذي هو حقيقة الشيء بالعلم واليقين لا بالظن والتوهم وقيل : الحق هو الله تعالى والمعنى أن الأوصاف الإلهية لا تستخرج بالظنون { فأعرض عمن تولى عن ذكرنا } يعني القرآن . وقيل : عن الإيمان { ولم يرد إلا الحياة الدنيا } يعني أنهم لا يؤمنون بالآخرة حتى يردوها ويعملوا لها وفيه إشارة إلى إنكارهم الحشر ثم صغر رأيهم فقال تعالى : { ذلك مبلغهم من العلم } أي ذلك نهاية علمهم وقلة عقولهم أن آثروا الدنيا على الآخرة وقيل : معناه أنهم لم يبلغوا من العلم إلا ظنهم أن الملائكة بنات الله وأنهم يشفعون لهم فاعتمدوا على ذلك وأعرضوا عن القرآن والإيمان { إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى } أي هو عالم بالفريقين ويجازيهم بأعمالهم .