Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 33-41)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واللّيل إذ أدبر } أي ولى ذاهباً ، وقيل دبر بمعنى أقبل تقول العرب دبرني فلان أي جاء خلفي فاللّيل يأتي خلف النهار { والصّبح إذا أسفر } أي أضاء وتبين وهذا قسم وجوابه { إنها لإحدى الكبر } يعني إن سقر لإحدى الأمور العظام ، وقيل أراد بالكبر دركات النار وهي سبعة جهنم ولظّى والحطمة والسّعير وسقر والجحيم والهاوية { نذيراً للبشر } قيل يحتمل أن يكون نذيراً صفة للنار ، والمعنى أن النّار نذير للبشر قال الحسن : والله ما أنذر بشيء أدهى من النار ، وقيل يجوز أن يكون نذيراً صفة لله تعالى ، والمعنى أنا لكم منها نذير فاتقوها وقيل هو صفة للنبي صلى الله عليه وسلم ومعناه يا أيها المدثر قم نذيراً للبشر فأنذر { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } أي يتقدم في الخير والطّاعة أو يتأخر عنهما فيقع في الشر والمعصية ، والمعنى أن الإنذار قد حصل لكل واحد ممن آمن أو كفر ، وقد تمسك بهذه الآية من يرى أن العبد غير مجبور على الفعل وأنه متمكن من فعل نفسه . وأجيب عنه بأن مشيئته تابعة لمشيئة الله تعالى وقيل إضافة المشيئة إلى المخاطبين على سبيل التهديد كقوله { اعملوا ما شئتم } [ فصلت : 40 ] وقيل هذه المشيئة لله تعالى ، والمعنى لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر . قوله تعالى : { كل نفس بما كسبت رهينة } أي مرتهنة في النّار بكسبها ومأخوذة بعملها { إلا أصحاب اليمين } فإنهم غير مرتهنين بذنوبهم في النار ، ولكن الله يغفرها لهم ، وقيل معناه فكوا رقاب أنفسهم بأعمالهم الحسنة كما يفك الراهن رهنه بأداء الحق الذي عليه . واختلفوا في أصحاب اليمين من هم فقيل هم المؤمنون المخلصون ، وقيل هم الذين يعطون كتبهم بإيمانهم ، وقيل هم الذين كانوا على يمين آدم يوم أخذ الميثاق وحين قال الله تعالى لهم : " هؤلاء في الجنة ولا أبالي " وقيل هم الذين كانوا ميامين أي مباركين على أنفسهم ، وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنهم أطفال المسلمين وهو أشبه بالصواب لأن الأطفال لم يكتسبوا إثماً يرتهنون به وعن ابن عباس قال هم الملائكة { في جنات } أي هم في بساتين { يتساءلون عن المجرمين } أي يتساءلون المجرمين وعن صلة فيقولون لهم .