Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 30-40)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إلى ربك يومئذ المساق } أي مرجع العباد إلى الله تعالى يساقون إليه يوم القيامة ليفصل بينهم . قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى } يعني أبا جهل لم يصدق بالقرآن ، ولم يصلِّ لله تعالى : { ولكن كذب وتولى } أي أعرض عن الإيمان والتصديق { ثم ذهب إلى أهله يتمطى } أي يتبختر ويختال في مشيته ، وقيل أصله يتمطط أي يتمدد من المط ، وقيل من المطا وهو الظهر لأنه يلويه . { أولى لك فأولى } هذا وعيد على وعيد من الله تعالى لأبي جهل . وهي كلمة موضوعة للتهديد والوعيد ومعناه ، ويل لك مرة بعد مرة وهو دعاء عليه بأن يليه ما يكرهه ، وقيل معناه أنك أجدر بهذا العذاب . وأحق وأولى به . يقال ذلك لمن يصيبه مكروه يستوجبه قال قتادة : ذكر لنا " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية أخذ بمجامع ثوب أبي جهل بالبطحاء وقال له أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى " فقال أبو جهل أتوعدوني يا محمد والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها فلما كان يوم بدر صرعه وقتله أشد قتلة . وكان نبي الله يقول صلى الله عليه وسلم " إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل " { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } أي هملاً لا يؤمر ولا ينهى ولا يكلف في الدنيا ولا يحاسب في الآخرة { ألم يك نطفة } أي ماء قليلاً { من مني يمنى } أي يصيب في الرحم ، والمعنى كيف يليق بمن خلق من شيء قذر مستقذر أن يتكبر ويتمرد عن الطاعة . { ثم كان علقة } أي صار الإنسان علقة بعد النطفة { فخلق فسوى } أي فقدر خلقه وسواه وعدله وقيل نفخ فيه الروح وكمل أعضاءه { فجعل منه } أي من الإنسان { الزوجين } أي الصنفين ثم فسرهما فقال { الذكر والأنثى } أي خلق من مائة أولاداً ذكوراً وإناثاً { أليس ذلك } أي الذي فعل وأنشأ الأشياء أول مرة { بقادر على أن يحيي الموتى } أي بقادر على إعادته بعد الموت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ منكم { والتين والزيتون } ، فانتهى إلى آخرها { أليس الله بأحكم الحاكمين } فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين . ومن قرأ { لا أقسم بيوم القيامة } فانتهى إلى { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } ، فليقل بلى ومن قرأ { والمرسلات فبلغ ، فبأي حديث بعده يؤمنون } فليقل آمنا بالله " أخرجه أبو داود وله عن موسى بن أبي عائشة قال " كان رجل يصلي فوق بيته ، فكان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال سبحانك بلى فسألوه عن ذلك فقال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " والله سبحانه وتعالى أعلم .