Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-8)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { عم } أصله عن ما { يتساءلون } عن أي شيء يتساءلون يعني المشركين ولفظه استفهام ، ومعناه التفخيم كقولك ، أي شيء زيد إذا عظمت شأنه ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم إلى التوحيد ، وأخبرهم بالبعث بعد الموت ، وتلا عليهم القرآن جعلوا يتساءلون فيما بينهم فيقول بعضهم لبعض ماذا جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر عما ذا تساؤلهم فقال تعالى : { عن النبأ العظيم } يعني الخبر العظيم الشأن قال الأكثرون هو القرآن ، وقيل هو البعث وقيل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به { الذي هم فيه مختلفون } فمن فسر النبأ العظيم بالقرآن قال اختلافهم فيه هو قولهم إنه سحر أو شعر أو كهانة أو نحو ذلك مما قالوه في القرآن ، ومن فسر النبأ العظيم بالبعث قال اختلافهم فيه فمن مصدق به ، وهم المؤمنون ومن مكذب به ، وهم الكافرون ومن فسره بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال اختلافهم فيه كاختلافهم في القرآن { كلا } هي ردع وزجر وقيل هي نفي لاختلافهم ، والمعنى ليس الأمر كما قالوا { سيعلمون } أي عاقبة تكذيبهم حين ينكشف الأمر يعني في القيامة { ثم كلا سيعلمون } وعيد على أثر وعيد ، وقيل معناه كلا سيعلمون يعني الكافرين عاقبة تكذيبهم وكفرهم ثم كلا سيعلمون يعني المؤمنين عاقبة تصديقهم وإيمانهم ثم ذكر أشياء من عجائب صنائعه ليستدلوا بذلك على توحيده ، ويعلموا أنه قادر على إيجاد العالم وفنائه بعد إيجاده وإيجاده مرة أخرى للبعث والحساب ، والثواب ، والعقاب فقال تعالى : { ألم نجعل الأرض مهاداً } أي فراشاً وبساطاً لتستقر عليها الأقدام { والجبال أوتاداً } يعني للأرض حتى لا تميد { وخلقناكم أزواجاً } يعني أصنافاً ذكوراً وإناثاً .