Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 9-18)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وجعلنا نومكم سباتاً } أي راحة لأبدانكم وليس الغرض أن السبات للراحة بل المقصود منه أن النوم يقطع التعب ويزيله ، ومع ذلك تحصل الراحة ، وأصل السبت القطع ، ومعناه أن النوم يقطع عن الحركة والتصرف في الأعمال { وجعلنا الليل لباساً } أي غطاء وغشاء يستر كل شيء بظلمته عن العيون ، ولهذا سمي الليل لباساً على وجه المجاز ، ووجه النعمة في ذلك هو أن الإنسان يستتر بظلمة الليل عن العيون إذا أراد هرباً من عدو ونحو ذلك . { وجعلنا النهار معاشاً } أي سبباً للمعاش والتصرف في المصالح وقال ابن عباس تبتغون فيه من فضل الله وما قسم لكم من رزقه { وبنينا فوقكم سبعاً شداداً } يعني سبع سموات محكمة ليس يتطرق عليها شقوق ولا فطور على ممر الزمان إلى أن يأتي أمر الله تعالى : { وجعلنا سراجاً وهاجاً } يعني الشمس مضيئة منيرة ، وقيل الوهاج الوقاد ، وقيل جعل في الشمس حرارة ونوراً والوهج يجمع النور والحرارة { وأنزلنا من المعصرات } يعني الرياح التي تعصر السحاب . وهي رواية عن ابن عباس : وقيل هي الرياح ذوات الأعاصير ، وعلى هذا المعنى تكون من بمعنى الباء ، أي وأنزلنا بالمعصرات ، وذلك لأن الريح تستدر المطر من السّحاب ، وقيل هي السحاب وفي الرواية الأخرى عن ابن عباس المعصرات السّحابة التي حان لها أن تمطر ، ولما تمطر وقيل المعصرات المغيثات والعاصر هو الغيث ، وقيل المعصرات السّموات ، وذلك لأن المطر ينزل من السّماء إلى السحاب { ماء ثجاجاً } أي صباباً مدراراً متتابعاً يتلو بعضه بعضاً ، ومنه الحديث " أفضل الحج العج والثج " ، أي رفع الصوت بالتلبية وصب دماء الهّدى { لنخرج به } أي بذلك الماء { حباً } أي ما يأكله الإنسان كالحنطة ونحوها { ونباتاً } أي ما ينبت في الأرض من الحشيش مما يأكل منه الأنعام { وجنات ألفافاً } أي ملتفة بالشجر ليس بينها خلال فدل على البعث بذكر ابتداء الخلق ثم أخبر عنه بقوله تعالى : { إن يوم الفصل } أي الحساب { كان ميقاتاً } أي لما وعده الله من الثواب والعقاب وقيل ميقاتاً يجمع فيه الخلائق ليقضي بينهم { يوم ينفخ في الصور } يعني النفخة الأخيرة { فتأتون أفواجاً } يعني زمراً زمراً من كل مكان للحساب .