Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 1-2)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً } اختلفت عبارات المفسرين في هذه الكلمات هل هي صفات لشيء واحد أو لأشياء مختلفة على أوجه واتفقوا على أن المراد بقوله { فالمدبرات أمراً } وصف لشيء واحد وهم الملائكة : الوجه الأول : في قوله تعالى : { والنازعات غرقاً } يعني الملائكة تنزع أرواح الكفار من أقاصي أجسامهم . كما يغرق النازع في القوس فيبلغ بها غاية المد ، والغرق من الإغراق أي ، والنازعات إغراقاً وقال ابن مسعود : " إن ملك الموت ، وأعوانه ينزعون روح الكافر كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل ، فتخرج نفس الكافر كالغريق في الماء " { والناشطات نشطاً } الملائكة تنشط نفس المؤمن أي تسلها سلاًّ رفيقاً فتقبضها كما ينشط العقال من يد البعير ، وإنما خص النزع بنفس الكافر والنشط بنفس المؤمن ، لأن بينهما فرقاً فالنزع جذب بشدة والنشط جذب برفق ، { والسابحات سبحاً } [ النازعات : 3 ] يعني الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلاً رفيقاً ، ثم يدعونها حتى تستريح ، ثم يستخرجونها كالسابح في الماء يتحرك فيه برفق ولطافة ، وقيل هم الملائكة ينزلون من السماء مسرعين كالفرس الجواد إذا أسرع في جريه . يقال له سابح { فالسابقات سبقاً } [ النازعات : 4 ] يعني الملائكة سبقت ابن آدم بالخير والعمل الصالح ، وقيل هم الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة . الوجه الثاني : في قوله { والنازعات غرقاً } يعني النفس حين تنزع من الجسد ، فتغرق في الصدر ثم تخرج { والناشطات نشطاً } ، قال ابن عباس : هي نفوس المؤمنين تنشط للخروج عند الموت لما ترى من الكرامة ، وذلك لأنه يعرض عليه مقعده في الجنة قبل أن يموت وقال علي بن أبي طالب : هي أرواح الكفار تنشط بين الجلد ، والأظفار حتى تخرج من أفواههم بالكرب والغم .