Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 3-7)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والسابحات سبحاً } يعني أرواح المؤمنين حين تسبح في الملكوت { فالسابقات سبقاً } يعني استباقها إلى الحضرة المقدسة . الوجه الثالث : في قوله تعالى : { والنّازعات غرقاً } [ النازعات : 1 ] يعني النجوم تنزع من أفق إلى أفق تطلع ثم تغيب { والناشطات نشطاً } [ النازعات : 2 ] ، يعني النجوم تنشط من أفق إلى أفق ، أي تذهب { والسابحات سبحاً } ، يعني النجوم والشمس والقمر يسبحون في الفلك . { فالسابقات سبقاً } يعني النجوم يسبق بعضها بعضاً في السير . الوجه الرابع : في قوله تعالى { والنّازعات غرقاً } [ النازعات : 1 ] . يعني خيل الغزاة تنزع في أعنتها وتغرق في عرقها وهي الناشطات نشطاً لأنها تخرج بسرعة إلى ميدانها ، وهي السابحات في جريها ، وهي السابقات سبقاً لاستباقها إلى الغاية . الوجه الخامس : في قوله { والنازعات غرقاً } [ النازعات : 1 ] يعني الغزاة حين تنزع قسيها في الرمي فتبلغ غاية المد وهو قوله غرقاً ، { والنّاشطات نشطاً } [ النازعات : 2 ] ، أي السّهام في الرمي { والسّابحات سبحاً ، فالسّابقات سبقاً } يعني الخيل والإبل حين يخرجها أصحابها إلى الغزو . الوجه السادس : ليس المراد بهذه الكلمات شيئاً واحداً ، فقوله والنازعات يعني ملك الموت ينزع النفوس غرقاً حتى بلغ بها الغاية ، { والناشطات نشطاً } [ النازعات : 2 ] يعني النفس تنشط من القدمين بمعنى تجذب ، { والسابحات سبحاً } يعني السفن ، { والسابقات سبقاً } يعني مسابقة نفوس المؤمنين إلى الخيرات والطاعات . أما قوله : { فالمدبرات أمراً } ، فأجمعوا على أنهم الملائكة قال ابن عباس : هم الملائكة وكلوا بأمور عرفهم الله عز وجل : العمل بها وقال عبد الرّحمن بن سابط يدبر الأمر في الدنيا أربعة أملاك جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، واسمه عزرائيل ، فأما جبريل فموكل بالرّياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنّبات ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأنفس ، وأما إسرافيل فهو ينزل عليهم بالأمر من الله تعالى أقسم الله بهذه الأشياء لشرفها ، ولله أن يقسم بما يشاء من خلقه ، أو يكون التقدير ، ورب هذه الأشياء ، وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثن ، ولتحاسبن ، وقيل جوابه { إن في ذلك لعبرة لمن يخشى } [ النازعات : 26 ] وقيل هو قوله : { قلوب يومئذ واجفة … } .