Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 16-25)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كرام } أي هم كرام على الله { بررة } أي مطيعين له جمع بار . قوله عز وجل : { قتل الإنسان } أي لعن الكافر وطرد { ما أكفره } أي أشد كفره بالله مع كثرة إحسانه إليه ، وأياديه عنده وهذا على سبيل التّعجب ، أي أعجبوا من كفره وقيل معناه أي شيء حمله على الكفر ، نزلت هذه الآية في عتبة بن أبي لهب ، وقيل في أمية بن خلف ، وقيل في الذين قتلوا يوم بدر ، وقيل الآية عامة في كل كافر ، ثم بين من أمره ما كان ينبغي أن يعلم أن الله تعالى : خالقه منه فقال تعالى : { من أي شيء خلقه } لفظه استفهام ومعناه التّقرير ، ثم فسر ذلك فقال تعالى { من نطفة خلقه فقدره } يعني خلقه أطواراً نطفة ثم علقة ، ثم مضغة ، إلى آخر خلقه ، وقيل قدره يعني خلق رأسه ، وعينيه ويديه ، ورجليه على قدر ما أراده { ثم السبيل يسره } أي سهل له طريق خروجه من بطن أمه ، وقيل سهل له العلم بطريق الحق والباطل ، وقيل يسر على كل أحد ما خلق له وقدر عليه . { ثم أماته فأقبره } أي جعل له قبراً يوارى فيه ، وقيل جعله مقبوراً ، ولم يجعله ملقى للسّباع ، والوحوش والطّيور ، أو أقبره معناه ستره الله بحيث يقبر وجعله ذا قبر يدفن فيه ، وهذه تكرمة لبني آدم على سائر الحيوانات . ثم قال تعالى : { ثم إذا شاء أنشره } أي أحياه بعد موته للبعث ، والحساب وإنما قال تعالى { ثم إذا شاء أنشره } لأن وقت البعث غير معلوم لأحد فهو إلى مشيئة الله تعالى متى شاء أن يحيي الخلق أحياهم { كلا } ردع وزجر للإنسان عن تكبره وتجبره وترفعه ، وعن كفره وإصراره على إنكار التوحيد ، وإنكار البعث والحساب { لما يقض ما أمره } أي لم يفعل ما أمره به ربه ، ولم يؤد ما فرض عليه ، ولما ذكر خلق ابن آدم ذكر رزقه ليعتبر فإنه موضع الاعتبار فقال تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه } إلى قدرة ربه فيه أي كيف قدره ربه ، ويسره ودبره له وجعله سبباً لحياته ، وقيل مدخل طعامه ومخرجه . ثم بين ذلك فقال تعالى : { أنا صببنا الماء صباً } يعني المطر .