Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 26-37)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثم شققنا الأرض شقاً } أي بالنبات { فأنبتنا فيها } أي بذلك الماء { حباً } يعني الحبوب التي يتغدى بها الإنسان { وعنباً } يعني أنه غذاء من وجه ، وفاكهة من وجه ، فلهذا أتبعه الحب { وقضباً } يعني القت وهو الرطب سمي بذلك لأنه يقتضب ، أي يقطع في كل الأيام ، وقيل القضب هو العلف كله الذي تعلف به الدواب . { وزيتوناً } وهو ما يعصر منه الزيت { ونخلاً وحدائق } جمع حديقة { غلباً } يعني غلاظ الأشجار ، وقيل الغلب الشجر الملتف بعضه على بعض . وقال ابن عباس : طوالاً { وفاكهة } يعني جميع ألوان الفاكهة { وأبا } يعني الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس مما يأكله الدواب والأنعام ، وقيل فاكهة ما يأكله الناس ، والأب ما يأكله الدّواب . وقال ابن عباس : ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس . والأنعام روى إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله : { وفاكهة وأبّاً } فقال أي سماء تظلني ، وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم خ عن أنس أن عمر قرأ { وفاكهة وأبّاً } قال فما الأب ، ثم قال ما كلفنا أو قال ما أمرنا بهذا لفظ البخاري ، وزاد غيره ثم قال اتبعوا ما بين لكم هذا الكتاب وما لا فدعوه . { متاعاً لكم } يعني الفواكه والحب ، والعشب منفعة لكم { ولأنعامكم } ثم ذكر أهوال القيامة فقال تعالى : { فإذا جاءت الصّاخة } يعني صيحة القيامة سميت صاخة لأنها تصخ أسماع الخلق ، أي تبالغ في أسماعهم حتى تكاد تصمها { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته ، وبنيه } أي إنه لا يلتفت إلى واحد من هؤلاء لشغله بنفسه ، والمراد من الفرار التّباعد ، والسبب في ذلك الاحتراز عن المطالبة بالحقوق فالأخ يقول ما واسيتني بمالك ، والأبوان يقولان قصرت في برنا ، والصاحبة تقول لم توفني حقي والبنون يقولون ما علمتنا وما أرشدتنا ، وقيل أول من يفر هابيل من أخيه قابيل ، والنبي صلى الله عليه وسلم من أمه وإبراهيم عليه الصّلاة والسّلام من أبيه ولوط من صاحبته ونوح من ابنه ، وقيل يفر المؤمن من موالاة هؤلاء ، ونصرتهم والمعنى أن هؤلاء الذين كانوا يقربونهم في الدنيا ، ويتقوون بهم ويتعززون بهم يفرون منهم في الدّار الآخرة ، وفائدة الترتيب كأنه قيل يوم يفر المرء من أخيه بل من أبويه لأنهما أقرب من الإخوة بل من الصّاحبة ، والولد لأن تعلقه بهما أشد من تعلقه بالأبوين { لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه } أي يشغله شأن نفسه عن شأن غيره عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه قال : " تحشرون حفاة عراة غرلاً ، فقالت امرأة أيبصر أحدنا ، أو يرى بعضنا عورة بعض قال : يا فلانة لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه " أخرجه التّرمذي وقال : حديث حسن صحيح ولما ذكر الله تعالى حال القيامة ، وأهوالها بين حال المكلفين ، وأنهم على قسمين منهم السعداء والأشقياء . فوصف السعداء بقوله تعالى : { وجوه يومئذ مسفرة … } .