Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 82, Ayat: 7-15)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذي خلقك } أي أوجدك من العدم إلى الوجود { فسواك } أي جعلك سوياً سالم الأعضاء ، تسمع وتبصر { فعدلك } أي عدل خلقك في مناسبة الأعضاء فلم يجعل بعضها أطول من بعض ، وقيل معناه جعلك قائماً معتدلاً حسن الصّورة ، ولم يجعلك كالبهيمة المنحنية { في أي صورة ما شاء ركبك } أي في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم ، وجاء في الحديث " إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ : { في أي صورة ما شاء ركبك } " ، وقيل معناه إن شاء ركبك في صورة إنسان ، وإن شاء في صورة دابة أو حيوان ، وقيل في أي صورة ما شاء ركبك من الصور المختلفة بحسب الطول ، والقصر ، والحسن ، والقبح والذكورة ، والأنوثة ، وفي هذه دلالة على قدرة الصانع المختار القادر . وذلك أنه لما اختلفت الهيئات ، والصفات دل ذلك على كمال القدرة ، واتساع الصنعة ، وأن المدبر المختار هو الله تعالى . قوله عز وجل : { كلا بل تكذبون بالدين } أي بيوم الحساب والجزاء { وإن عليكم لحافظين } يعني رقباء من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم { كراماً } أي على الله { كاتبين } أي يكتبون أقوالكم وأعمالكم { يعلمون ما تفعلون } يعني من خير أو شر . قوله عز وجل { إن الأبرار } يعني الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء ما افترض الله عليهم ، واجتناب معاصيه . { لفي نعيم } يعني نعيم الجنة { وإن الفجار لفي جحيم } روي أن سليمان بن عبد الملك قال : لأبي حازم المزني ليت شعري ما لنا عند الله ، فقال له : اعرض عملك على كتاب الله ، فإنك تعلم ما لك عند الله ، قال : أين أجد ذلك في كتاب الله ؟ قال : عند قوله { إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } قال سليمان فأين رحمة الله قال قريب من المحسنين { يصلونها يوم الدين } يعني يوم القيامة لأنه يوم الجزاء .