Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 8-14)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما أدراك ما سجين } أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ، ولا قومك ، وقيل إنما قال ذلك تعظيماً لأمر سجين { كتاب مرقوم } ليس هذا تفسيراً للسجن وإنما هو بيان للكتاب المذكور في قوله { إن كتاب الفجار } [ المطففين : 7 ] والمعنى إن كتاب الفجار مرقوم أي مكتوب فيه أعمالهم مثبتة عليهم كالرقم في الثّوب لا ينسى ولا يمحى حتى يحاسبوا به ، ويجازوا عليه ، وقيل مرقوم رقم عليه بشر كأنه علم بعلامة يعرف بها أنه كافر ، وقيل مرقوم أي مختوم وهو بلغة حمير { ويل يومئذ للمكذبين } قيل إنه متصل بقوله يوم يقوم النّاس لرب العالمين ومعنى الآية ويل لمن كذب بهذا اليوم ، وقيل معناه مرقوم بالشّقاوة ، ثم قال ويل يومئذ للمكذبين أي في ذلك اليوم من ذلك الكتاب المرقوم عليهم بالشقاوة { الذين يكذبون بيوم الدين } أي بيوم القيامة لأنه يوم الجزاء { وما يكذب به } أي بيوم القيامة { إلا كل معتد } أي متجاوز عن نهج الحق { أثيم } هو مبالغة في الآثم وهو المرتكب الإثم والمعاصي { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } أي أكاذيب الأولين . قوله عز وجل : { كلا } أي لا يؤمن ثم استأنف فقال { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن العبد إن أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه ، وهو الران الذي قال الله : { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } " أخرجه التّرمذي وقال : حديث حسن صحيح وأصل الرّان الغلبة ومعنى الآية أن الذّنوب والمعاصي غلبت على قلوبهم وأحاطت بها ، وقيل هو الذنب على الذّنب حتى يميت القلب وقال ابن عباس : ران على قلوبهم طبع عليها ، وقيل الرين أن يسود القلب من الذّنوب ، والطّبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرّين والإقفال أشد من الطّبع وقيل الرّين التغطية ، والمعنى أنه يغشى القلب شيء كالصدى فيغطيه فعند ذلك يموت القلب .