Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 11-20)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير } . قوله عزّ وجلّ : { إن بطش ربك لشديد } قال ابن عباس إن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة لشديد . { إنه هو يبدىء ويعيد } أي يخلقهم أولاً في الدنيا ، ثم يعيدهم أحياء بعد الموت ليجازيهم بأعمالهم في القيامة { وهو الغفور } يعني لذنوب جميع المؤمنين . { الودود } أي المحب لهم ، وقيل المحبوب أي يوده أولياؤه ويحبونه ، وقيل يغفر ويود أن يغفر ، وقيل هو المتودد إلى أوليائه بالمغفرة . { ذو العرش } أي خالقه ومالكه . { المجيد } قرىء بالرفع على أنه صفة لله تعالى لأن المجد من صفات التعالي والجلال ، وذلك لا يليق إلا بالله تعالى . وقرىء المجيد بالكسر على أنه صفة للعرش أي للسرير العظيم إذ لا يعلم صفة العرش وعظمته إلا الله تعالى وقيل أراد حسنه فوصفه بالمجيد فقد قيل إن العرش أحسن الأجسام ، ثم قال تعالى : { فعال لما يريد } يعني أنه لا يعجزه شيء ولا يمنع منه شيء طلبه ، وقيل فعال لما يريد لا يعترض عليه معترض ، ولا يغلبه غالب ، فهو يدخل أولياءه الجنة برحمته ، لا يمنعه من ذلك مانع ، ويدخل أعداءه النار لا ينصرهم منه ناصر . { هل أتاك } أي قد أتاك { حديث الجنود } أي خبر الجموع الكافرة الذين تجندوا على الأنبياء ثم بين من هم فقال تعالى : { فرعون } يعني وقومه { وثمود } وكانت قصتهم عند أهل مكة مشهورة { بل الذين كفروا } أي من قومك يا محمد . { في تكذيب } يعني لك وللقرآن كما كذب من كان قبلهم من الأمم ، ولم يعتبروا بمن أهلكنا منهم { والله من ورائهم محيط } ، أي عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أعمالهم يقدر أن ينزل بهم ما أنزل بمن كان قبلهم .