Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 5-10)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { النار ذات الوقود } ، هو تعظيم لأمر تلك النار قال الربيع بن أنس نجى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار يقبض أرواحهم ، قبل أن تمسهم النار وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم { إذ هم عليها قعود } ، أي جلوس عند الأخدود { وهم } يعني الملك الذي خد الأخدود وأصحابه { على ما يفعلون بالمؤمنين } أي من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم { شهود } أي حضور وقيل يشهدون أن المؤمنين ضلال حين تركوا عبادة الصنم ، { وما نقموا منهم } قال ابن عباس ما كرهوا منهم { إلا أن يؤمنوا بالله } ، وقيل ما عابوا ولا علموا فيهم عيباً إلا إيمانهم بالله { العزيز } ، يعني إن الذي يستحق العبادة هو الله العزيز الغالب القاهر الذي لا يغالب ولا يدافع ، { الحميد } يعني الذي يستحق أن يحمد ويثنى عليه ، وهو أهل لذلك وهو الله جل جلاله ، { الذي له ملك السموات والأرض } أي فهو المستحق للعبادة { والله على كل شيء } أي من أفعالهم بالمؤمنين . { شهيد } وفيه وعد عظيم للمؤمنين ووعيد عظيم للكافرين . قوله عزَّ وجلَّ : { إن الذين فتنوا } أي عُذِّبوا وأحرِقُوا { المؤمنين والمؤمنات } أي بالنار { ثم لم يتوبوا } أي لم يرجعوا عما هم عليه من الكفر وفيه دليل على أنهم إذا تابوا وآمنوا يقبل منهم ، ويخرجون من هذا الوعيد ، وأن الله تعالى يقبل منهم التوبة ، وأن توبة القاتل مقبولة ، وأنهم إن لم يتوبوا { فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق } يعني لهم عذاب جهنم بكفرهم ، ولهم عذاب الحريق بما أحرقوا المؤمنين ، وقيل لهم عذاب الحريق في الدنيا وذلك أن الله أحرقهم بالنار التي أحرقوا بها المؤمنين ارتفعت إليهم من الأخدود فأحرقتهم ، ولهم عذاب جهنم في الآخرة ثم ذكر ما أعد للمؤمنين فقال تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير … } .