Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 24-24)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا من التشبيه المركب ، شبهت حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال ، بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطاماً بعد ما التف وتكاثف ، وزين الأرض بخضرته ورفيفه { فَٱخْتَلَطَ بِهِ } فاشتبك بسببه حتى خالط بعضه بعضاً { أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ } كلام فصيح جعلت الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس ، إذا أخذت الثياب الفاخرة من كل لون ، فاكتستها وتزينت بغيرها من ألوان الزين . وأصل { ازّينت } تزينت ، فأدغم . وبالأصل قرأ عبد الله . وقرىء « وأزينت » ، أي أفعلت ، من غير إعلال الفعل كأغيلت أي صارت ذات زينة . وازيانت ، بوزن ابياضت { قَادِرُونَ عَلَيْهَا } متمكنون من منفعتها محصلون لثمرتها ، رافعون لعلتها { أَتَاهَا أَمْرُنَا } وهو ضرب زرعها ببعض العاهات بعد أمنهم واستيقانهم أنه قد سلم { فَجَعَلْنَاهَا } فجعلنا زرعها { حَصِيداً } شبيهاً بما يحصد من الزرع في قطعه واستئصاله { كَأَن لَّمْ تَغْنَ } كأن لم يغن زرعها ، أي لم ينبت على حذف المضاف في هذه المواضع لا بدّ منه ، وإلاّ لم يستقم المعنى . وقرأ الحسن « كأن لم يغن » بالياء على أن الضمير للمضاف المحذوف ، الذي هو الزرع . وعن مروان أنه قرأ على المنبر « كأن لم تتغن » بالأمس ، من قول الأعشى @ طَوِيلُ الثّوَاءِ طَوِيلُ التَّغَنِّي @@ والأمس مثل في الوقت القريب كأنه قيل كأن لم تغن آنفاً .