Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 2-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُدَبِّرُ } يقضي ويقدر على حسب مقتضى الحكمة ويفعل ما يفعل المتحري للصواب الناظر في أدبار الأمور وعواقبها ، لئلا يلقاه ما يكره آخراً . و { ٱلاٌّمْرَ } أمر الخلق كله وأمر ملكوت السمٰوات والأرض والعرش . فإن قلت ما موقع هذه الجملة ؟ قلت قد دلّ بالجملة قبلها على عظمة شأنه وملكه بخلق السمٰوات والأرض ، مع بسطتها واتساعها في وقت يسير ، وبالاستواء على العرش ، وأتبعها هذه الجملة لزيادة الدلالة على العظمة وأنه لا يخرج أمر من الأمور من قضائه وتقديره ، وكذلك قوله { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } دليل على العزة والكبرياء ، كقوله { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } النبأ 38 و { ذٰلِكُمُ } إشارة إلى المعلوم بتلك العظمة ، أي ذلك العظيم الموصوف بما وصف به هو ربكم ، وهو الذي يستحق منكم العبادة { فَٱعْبُدُوهُ } وحده ولا تشركوا به بعض خلقه من ملك أو إنسان ، فضلاً عن جماد لا يضرّ ولا ينفع { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } فإن أدنى التفكر والنظر ينبهكم على الخطأ فيما أنتم عليه { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } أي لا ترجعون في العاقبة إلاّ إليه فاستعدوا للقائه { وَعَدَ ٱللَّهُ } مصدر مؤكد لقوله { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } و { حَقًّا } مصدر مؤكد لقوله { وَعَدَ ٱللَّهُ } . { إنَّهُ يبدؤ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } استئناف معناه التعليل لوجوب المرجع إليه ، وهو أنّ الغرض ومقتضى الحكمة بابتداء الخلق وإعادته هو جزاء المكلفين على أعمالهم . وقرىء « أنه يبدؤ الخلق » بمعنى لأنه . أو هو منصوب بالفعل الذي نصب وعد الله أي وعد الله وعداً بدأ الخلق ثم إعادته . والمعنى إعادة الخلق بعد بدئه . وقرىء « وعد الله » ، على لفظ الفعل . ويبدىء ، من أبدأ . ويجوز أن يكون مرفوعاً بما نصب حقاً ، أي حقّ حقاً بدأ الحلق ، كقوله @ أَحَقّاً عِبَادَ اللَّهِ أَنّ لَسْتُ جَائِيا وَلاَ ذَاهِباً إلاّ عَلَيَّ رَقِيبُ @@ وقرىء « حق أنه يبدؤ الخلق » كقولك حق أنّ زيداً منطلق { بِٱلْقِسْطِ } بالعدل ، وهو متعلق بيجزى . والمعنى ليجزيهم بقسطه ويوفيهم أجورهم . أو بقسطهم وبما أقسطوا وعدلوا ولم يظلموا حين آمنوا وعملوا صالحاً ، لأنّ الشرك ظلم . قال الله تعالى { إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان 13 والعصاة ظلاّم أنفسهم ، وهذا أوجه ، لمقابلة قوله { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } .