Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 2-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلاَّ تَعْبُدُواْ } مفعول له على معنى لئلا تعبدوا . أو تكون « أن » مفسرة لأنّ في تفصيل الآيات معنى القول ، كأنه قيل قال لا تعبدوا إلا الله ، أو أمركم أن لا تعبدوا إلا الله { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ } أي أمركم بالتوحيد والاستغفار . ويجوز أن يكون كلاماً مبتدأ منقطعاً عما قبله على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، إغراء منه على اختصاص الله بالعبادة . ويدل عليه قوله { إِنّنى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } كأنه قال ترك عبادة غير الله ، إنني لكم منه نذير ، كقوله تعالى { فَضَرْبَ ٱلرّقَابِ } محمد 4 والضمير في { مِّنْهُ } لله عز وجل ، أي إنني لكم نذير وبشير من جهته ، كقوله { رَسُولٌ مّنَ ٱللَّهِ } البينة 2 أو هي صلة لنذير ، أي أنذركم منه ومن عذابه إن كفرتم ، وأبشركم بثوابه إن آمنتم . فإن قلت ما معنى ثم في قوله { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } ؟ قلت معناه استغفروا من الشرك ، ثم ارجعوا إليه بالطاعة . أو استغفروا ، والاستغفار توبة ، ثم أخلصوا التوبة واستقيموا عليها ، كقوله { ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ } الأحقاف 13 . { يُمَتّعْكُمْ } يطوّل نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية ، من عيشة واسعة ، ونعمة متتابعة { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى أن يتوفاكم ، كقوله { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً } النحل 97 { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } ويعط في الآخرة كل من كان له فضل في العمل وزيادة فيه جزاء فضله لا يبخس منه . أو فضله في الثواب ، والدرجات تتفاضل في الجنة على قدر تفاضل الطاعات { وَإِن تَوَلَّوْاْ } وإن تتولوا { عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } هو يوم القيامة ، وصف بالكبر كما وصف بالعظم والثقل . وبين عذاب اليوم الكبير بأن مرجعهم إلى من هو قادر على كل شيء ، فكان قادراً على أشدّ ما أراد من عذابهم لا يعجزه . وقرىء « وإن تولوا » من ولي .