Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 69-73)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَرْسَلْنَا } يريد الملائكة . عن ابن عباس جاءه جبريل عليه السلام وملكان معه . وقيل جبريل وميكائيل وإسرافيل . وقيل كانوا تسعة . وعن السدي أحد عشر { بِٱلْبُشْرَىٰ } هي البشارة بالولد ، وقيل بهلاك قوم لوط ، والظاهر الولد { سَلَٰمًا } سلمنا عليك سلاماً { سَلَـٰماً } أمركم سلام . وقرىء « فقالوا سلما قال سلم » بمعنى السلام . وقيل سلم وسلام ، كحرم وحرام ، وأنشد @ مَرَرْنَا فَقُلْنَا إيِه سِلْمٌ فَسَلَّمَت كَمَا اكْتَلَّ بِالبَرْقِ الْغَمَامُ اللَّوَائِحُ @@ { فَمَا لَبِثَ أَن جَاء } فما لبث في المجيء به ، بل عجل فيه ، أو فما لبث مجيئه . والعجل ولد البقرة ، ويسمى الحسيل والخبش بلغة أهل السراة ، وكان مال إبراهيم عليه الصلاة والسلام البقر { حنيذ } مشويّ بالرضف في أخدود . وقيل { حَنِيذٍ } يقطر دسمه ، من حنذت الفرس إذا ألقيت عليها الجل حتى تقطر عرقاً ، ويدل عليه { بِعِجْلٍ سَمِينٍ } الذاريات 26 . يقال نكره وأنكره واستنكره ، ومنكور قليل في كلامهم ، وكذلك أنا أنكرك ، ولكن منكر ومستنكر ، وأنكرك . قال الأعشى @ وَأَنْكَرَتْني وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَت مِنَ الْحَوَادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعَا @@ قيل كان ينزل في طرف من الأرض فخاف أن يريدوا به مكروهاً . وقيل كانت عادتهم أنه إذامسّ من يطرقهم طعامهم أمنوه وإلا خافوه ، والظاهر أنه أحسّ بأنهم ملائكة ، ونكرهم لأنه تخوّف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه أو لتعذيب قومه ، ألا ترى إلى قولهم { لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط } وإنما يقال هذا لمن عرفهم ولم يعرف فيم أرسلوا { فَأَوْجَسَ } فأضمر . وإنما قالوا { لاَ تَخَفْ } لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير في وجهه . أو عرفوه بتعريف الله . أو علموا أن علمه بأنهم ملائكة موجب للخوف ، لأنهم كانوا لا ينزلون إلا بعذاب { وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ } قيل كانت قائمة وراء الستر تسمع تحاورهم . وقيل كانت قائمة على رؤسهم تخدمهم . وفي مصحف عبد الله وامرأته قائمة وهو قاعد { فَضَحِكَتْ } سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث . أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أظلهم العذاب . وقيل كانت تقول لإبراهيم اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أنه ينزل بهؤلاء القوم عذاب ، فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت . وقيل ضحكت فحاضت . وقرأ محمد بن زياد الأعرابي « فضحكت » بفتح الحاء { يَعْقُوبَ } رفع بالابتداء ، كأنه قيل ومن وراء إسحاق يعقوب مولود أو موجود ، أي من بعده . وقيل الوراء ولد الولد . وعن الشعبي أنه قيل له أهذا ابنك ؟ فقال نعم ، من الوراء ، وكان ولد ولده . وقرىء « يعقوب » بالنصب ، كأنه قيل . ووهبنا لها إسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ، على طريقة قوله @ … لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَةً وَلاَ نَاعِبٍ … @@ الألف في { يا ويلتا } مبدلة من ياء الإضافة ، وكذلك في « يالهفاً » و « ياعجباً » وقرأ الحسن « يا ويلتي » بالياء على الأصل . و { شَيْخًا } نصب بما دلّ عليه اسم الإشارة . وقرىء « شيخ » على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هذا بعلي هو شيخ . أو بعلي بدل من المبتدأ ، وشيخ خبر ، أو يكونان معاً خبرين . قيل بشرت ولها ثمان وتسعون سنة ، ولإبراهيم مائة وعشرون سنة { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ } أن يولد ولد من هرمين ، وهو استبعاد من حيث العادة التي أجراها الله . وإنما أنكرت عليها الملائكة تعجبها فـــ { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } لأنها كانت في بيت الآيات ومهبط المعجزات والأمور الخارقة للعادات ، فكان عليها أن تتوقر ، ولا يزدهيها ما يزدهي النساء الناشئآت في غير بيوت النبوة ، وأن تسبح الله وتمجده مكان التعجب ، وإلى ذلك أشارت الملائكة صلوات الله عليهم في قولهم { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ } أرادوا أن هذه وأمثالها مما يكرمكم به رب العزة ويخصكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوّة ، فليست بمكان عجب . وأمر الله قدرته وحكمته وقوله { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ } كلام مستأنف علل به إنكار التعجب ، كأنه قيل إياك والتعجب ، فإنّ أمثال هذه الرحمة والبركة متكاثرة من الله عليكم . وقيل الرحمة النبوة ، والبركات الأسباط من بني إسرائيل ، لأنّ الأنبياء منهم ، وكلهم من ولد إبراهيم { حَمِيدٌ } فاعل ما يستوجب به الحمد من عباده { مَّجِيدٌ } كريم كثير الإحسان إليهم . وأهل البيت نصب على النداء أو على الاختصاص لأن { أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } مدح لهم إذ المراد أهل بيت خليل الرحمٰن .