Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 74-75)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلرَّوْعُ } ما أوجس من الخيفة . حين نكر أضيافه . والمعنى أنه لما اطمأن قلبه بعد الخوف وملىء سروراً بسبب البشرى بدل الغم ، فرغ للمجادلة ، فإن قلت أين جواب لما ؟ قلت هو محذوف كما حذف قوله { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ } يوسف 15 وقوله { يُجَـٰدِلُنَا } كلام مستأنف دال على الجواب . وتقديره اجترأ على خطابنا ، أو فطن لمجادلتنا ، أو قال كيت وكيت ثم ابتدأ فقال { يُجَـٰدِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ } وقيل في { يُجَـٰدِلُنَا } هو جواب لما ، وإنما جيء به مضارعاً لحكاية الحال وقيل إن « لما » ترد المضارع إلى معنى الماضي ، كما ترد « إن » الماضي إلى معنى الاستقبال ، وقيل معناه أخذ يجادلنا ، وأقبل يجادلنا . والمعنى يجادل رسلنا . ومجادلته إياهم أنهم قالوا { إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } العنكبوت 31 فقال أرأيتم لو كان فيها خمسون رجلاً من المؤمنين أتهلكونها ؟ قالوا لا ، قال فأربعون ؟ قالوا لا ، قال فثلاثون ؟ قالوا لا حتى بلغ العشرة . قالوا لا . قال أرأيتم إن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها ؟ قالوا لا ، فعند ذلك قال { إِنَّ فِيهَا لُوطاً } العنكبوت 32 { قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ } العنكبوت 32 . { فِى قَوْمِ لُوطٍ } في معناهم . وعن ابن عباس قالوا له إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب . وعن قتادة ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير . وقيل كان فيها أربعة آلاف ألف إنسان { إِنَّ إِبْرٰهِيمَ لَحَلِيمٌ } غير عجول على كل من أساء إليه { أَوَّٰهٌ } كثير التأوّه من الذنوب { مُّنِيبٌ } تائب راجع إلى الله بما يحب ويرضى . وهذه الصفات دالة على رقة القلب والرأفة والرحمة ، فبين أنّ ذلك مما حمله على المجادلة فيهم رجاء أن يرفع عنهم العذاب . ويمهلوا لعلهم يحدثون التوبة والإنابة كما حمله على الاستغفار لأبيه .