Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-25)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « ألم تر » ساكنة الراء ، كما قرىء « من يتق » ، وفيه ضعف { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } اعتمد مثلاً ووضعه . و { كَلِمَةً طَيّبَةً } نصب بمضمر ، أي جعل كلمة طيبة { كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ } وهو تفسير لقوله { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } كقولك شرّف الأمير زيداً كساه حلة ، وحمله على فرس . ويجوز أن ينتصب { مثل الذين } و { كَلِمةًَ } بضرب ، أي ضرب كلمة طيبة مثلاً ، بمعنى جعلها مثلاً ثم قال { كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ } على أنها خبر مبتدأ محذوف ، بمعنى هي كشجرة طيبة { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } يعني في الأرض ضارب بعروقه فيها { وَفَرْعُهَا } وأعلاها ورأسها { فِى ٱلسَّمَاء } ويجوز أن يريد وفروعها ، على الاكتفاء بلفظ الجنس . وقرأ أنس بن مالك « كشجرة طيبة ثابت » أصلها فإن قلت أيّ فرق بين القراءتين ؟ قلت قراءة الجماعة أقوى معنى لأنّ في قراءة أنس أجريت الصفة على الشجرة ، وإذا قلت مررت برجل أبوه قائم ، فهو أقوى معنى من قولك مررت برجل قائم أبوه لأنّ المخبر عنه إنما هو الأب لا رجل . والكلمة الطيبة كلمة التوحيد . وقيل كل كلمة حسنة كالتسبيحة والتحميدة والاستغفار والتوبة والدعوة . وعن ابن عباس شهادة أن لا إلٰه إلا الله . وأما الشجرة فكل شجرة مثمرة طيبة الثمار ، كالنخلة وشجرة التين والعنب والرمّان وغير ذلك وعن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم 571 " إن الله ضرب مثل المؤمن شجرة فأخبروني ما هي " فوقع الناس في شجر البوادي ، وكنت صبياً ، فوقع في قلبي أنها النخلة ، فهبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقولها وأنا أصغر القوم . وروي فمنعني مكان عمر واستحييت ، فقال لي عمر يا بنيّ لو كنت قلتها لكانت أحبّ إليّ من حمر النعم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إنها النخلة " وعن ابن عباس رضي الله عنهما شجرة في الجنة وقوله { فِى ٱلسَّمَاء } معناه في جهة العلوّ والصعود ، ولم يرد المظلة ، كقولك في الجبل طويل في السماء تريد ارتفاعه وشموخه { تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } تعطي ثمرها كل وقت وقته الله لإثمارها { بِإِذْنِ رَبّهَا } بتيسير خالقها وتكوينه { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لأن في ضرب الأمثال زيادة إفهام وتذكير وتصوير للمعاني .