Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 100-100)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَوْ } حقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء ، فلا بد من فعل بعدها في { لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ } وتقديره لو تملكون تملكون ، فأضمر تملك إضماراً على شريطة التفسير ، وأبدل من الضمير المتصل الذي هو الواو ضمير منفصل ، وهو أنتم ، لسقوط ما يتصل به من اللفظ ، فأنتم فاعل الفعل المضمر ، وتملكون تفسيره ! وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الإعراب . فأمّا ما يقتضيه علم البيان ، فهو أنّ أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص وأنّ الناس هم المختصون بالشح المتبالغ ونحوه قول حاتم @ لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي @@ وقول المتلمس @ وَلَوْ غَيْرُ أَخْوَالِي أرَادُوا نَقِيصَتِي @@ وذلك لأنّ الفعل الأول لما سقط لأجل المفسر ، برز الكلام في صورة المبتدأ والخبر . ورحمة الله رزقه وسائر نعمه على خلقه ، ولقد بلغ هذا الوصف بالشح الغاية التي لا يبلغها الوهم . وقيل هو لأهل مكة الذين اقترحوا ما اقترحوا من الينبوع والأنهار وغيرها ، وأنهم لو ملكوا ، خزائن الأرزاق لبخلوا بها { قَتُورًا } ضيقاً بخيلاً . فإن قلت هل يقدر { لأمْسَكْتُمْ } مفعول ؟ قلت لا لأن معناه لبخلتم ، من قولك للبخيل ممسك .