Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 102-104)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَقَدْ عَلِمْتَ } يا فرعون { مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء } الآيات إلا الله عز وجل { بَصَائِرَ } بينات مكشوفات ، ولكنك معاند ماكبر ونحوه { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } النمل 14 وقرىء « علمت » بالضم ، على معنى إني لست بمسحور كما وصفتني ، بل أنا عالم بصحة الأمر . وأنّ هذه الآيات منزلها رب السموات والأرض . ثم قارع ظنه بظنه ، كأنه قال إن ظننتني مسحوراً فأنا أظنك { مَثْبُورًا } هالكاً ، وظني أصح من ظنك لأن له أمارة ظاهرة وهي إنكارك ما عرفت صحته ، ومكابرتك لآيات الله بعد وضوحها . وأما ظنك فكذب بحت لأن قولك مع علمك بصحة أمري ، إني لأظنك مسحوراً قول كذاب . وقال الفرّاء { مَثْبُورًا } مصروفاً عن الخير مطبوعاً على قلبك ، من قولهم ما ثبرك عن هذا ؟ أي ما منعك وصرفك ؟ وقرأ أبيّ بن كعب « وإن إخالك يا فرعون لمثبوراً » على إن المخففة واللام الفارقة { فَأَرَادَ } فرعون أن يستخف موسى وقومه من أرض مصر ويخرجهم منها ، أو ينفيهم عن ظهر الأرض بالقتل والاستئصال ، فحاق به مكره بأن استفزه الله بإغراقه مع قبطه { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } التي أراد فرعون أن يستفزكم منها { فَإِذَا جَاء وَعْدُ ٱلأَخِرَةِ } يعني قيام الساعة { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } جمعاً مختلطين إياكم وإياهم ، ثم يحكم بينكم ويميز بين سعدائكم وأشقيائكم واللفيف الجماعات من قبائل شتى .