Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-3)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ } قرىء بالياء على « لئلا يتخذوا » ، وبالتاء على أي « لا تتخذوا » كقولك كتبت إليه أن أفعل كذا { وَكِيلاً } ربا تكلون إليه أموركم { ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا } نصب على الاختصاص . وقيل على النداء فيمن قرأ « لا تتخذوا » بالتاء على النهي ، يعني قلنا لهم لا تتخذوا من دوني وكيلا يا ذرية من حملنا { مَعَ نُوحٍ } وقد يجعل { وَكِيلاً ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا } مفعولي تتخذوا ، أي لا تجعلوهم أرباباً كقوله { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ وَٱلنَّبِيّيْنَ أَرْبَابًا } ومن ذرية المحمولين مع نوح عيسى وعزير عليهم السلام وقرىء « ذرية من حملنا » بالرفع بدلا من واو { تَتَّخِذُواْ } وقرأ زيد بن ثابت « ذِرية » ، بكسر الذال . وروي عنه أنه قد فسرها بولد الولد ، ذكرهم الله النعمة في إنجاء آبائهم من الغرق { إِنَّهُ } إن نوحاً { كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } قيل كان إذا أكل قال الحمد لله الذي أطعمني ، ولو شاء أجاعني . وإذا شرب قال الحمد لله الذي سقاني ، ولو شاء أظمأني . وإذا اكتسى قال الحمد لله الذي كساني ، ولو شاء أعراني . وإذا احتذى قال الحمد لله الذي حذاني ، ولو شاء أحفاني . وإذا قضى حاجته قال الحمد لله الذي أخرج عني أذاه في عافية ، ولو شاء حبسه . وروي أنه كان إذا أراد الإفطار عرض طعامه على من آمن به ، فإن وجده محتاجاً آثره به . فإن قلت قوله إنه كان عبداً شكوراً ما وجه ملاءمته لما قبله ؟ قلت كأنه قيل لا تتخذوا من دوني وكيلاً ، ولا تشركوا بي ، لأنّ نوحاً عليه السلام كان عبداً شكوراً ، وأنتم ذرية من آمن به وحمل معه ، فاجعلوه أسوتكم كما جعله آباؤكم أسوتهم . ويجوز أن يكون تعليلاً لاختصاصهم والثناء عليهم بأنهم أولاد المحمولين مع نوح ، فهم متصلون به ، فاستأهلوا لذلك الاختصاص . ويجوز أن يقال ذلك عند ذكره على سبيل الاستطراد .