Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 4-6)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَضَيْنآ إِلَىٰ بَنِىۤ إِسْرٰءيلَ } وأوحينا إليهم وحياً مقضيا ، أي مقطوعاً مبتوتاً بأنهم يفسدون في الأرض لا محالة ، ويعلون ، أي يتعظمون ويبغون { فِى ٱلْكِتَـٰبِ } في التوراة ، و { لَتُفْسِدُنَّ } جواب قسم محذوف . ويجوز أن يجري القضاء المبتوت مجرى القسم ، فيكون { لَتُفْسِدُنَّ } جواباً له ، كأنه قال وأقسمنا لتفسدن . وقرىء « لتفسدّن » ، على البناء للمفعول . « ولتفسدن » بفتح التاء من فسد { مَّرَّتَيْنِ } أولاهما قتل زكريا وحبس أرميا حين أنذرهم سخط الله ، والآخرة قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى ابن مريم { عِبَادًا لَّنآ } وقرىء « عبيداً لنا » وأكثر ما يقال عباد الله وعبيد الناس سنحاريب وجنوده وقيل بختنصر . وعن ابن عباس جالوت . قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة ، وخربوا المسجد ، وسبوا منهم سبعين ألفاً . فإن قلت كيف جاز أن يبعث الله الكفرة على ذلك ويسلطهم عليه ، قلت معناه خلينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم ، على أنّ الله عزّ وعلا أسند بعث الكفرة عليهم إلى نفسه ، فهو كقوله تعالى { وَكَذٰلِكَ نُوَلّى بَعْضَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } الأنعام 129 وكقول الداعي . وخالف بين كلمهم . وأسند الجوس وهو التردّد خلال الديار بالفساد إليهم ، فتخريب المسجد وإحراق التوراة من جملة الجوس المسند إليهم . وقرأ طلحة « فحاسوا » بالحاء . وقرىء « فجوّسو » ، و « خلل الديار » . فإن قلت ما معنى { وَعْدُ أُولَـٰهُمَا } ؟ قلت معناه وعد عقاب أولاهما { وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً } يعني وكان وعد العقاب وعدا لا بد أن يفعل { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ } أي الدولة والغلبة على الذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلو . قيل هي قتل بختنصر واستنقاذ بني إسرائيل أسراهم وأموالهم ورجوع الملك إليهم ، وقيل هي قتل داود جالوت { أَكْثَرَ نَفِيرًا } مما كنتم . والنفير ، من ينفر مع الرجل من قومه ، وقيل جمع نفر كالعبيد والمعيز .