Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 36-36)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ تَقْفُ } ولا تتبع . وقرىء « ولا تقف » . يقال قفا أثره وقافه ، ومنه القافة ، يعني ولا تكن في اتباعك ما لا علم لك به من قول أو فعل ، كمن يتبع مسلكاً لا يدري أنه يوصله إلى مقصده فهو ضال . والمراد النهي عن أن يقول الرجل ما لا يعلم ، وأن يعمل بما لا يعلم ، ويدخل فيه النهي عن التقليد دخولاً ظاهراً . لأنه اتباع لما لا يعلم صحته من فساده . وعن ابن الحنفية شهادة الزور وعن الحسن لا تقف أخاك المسلم إذا مرّ بك ، فتقول هذا يفعل كذا ، ورأيته يفعل ، وسمعته ، ولم تر ولم تسمع . وقيل القفو شبيه بالعضيهة ومنه الحديث 619 " من قفى مؤمناً بما ليس فيه حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج " وأنشد @ وَمِثْلُ الدُّمَى شم الْعَرَانِينِ سَاكِن بَهِنَّ الحَيَاءُ لاَ يُشِعْنَ التَّقَافِيَا @@ أي التقاذف . وقال الكميت @ وَلاَ أرْمِي البَرِيَّ بِغَيْرِ ذَنْب وَلاَ أقْفُو الحَوَاصِنَ إنْ قُفِينَا @@ وقد استدل به مبطل الاجتهاد ولم يصح لأنّ ذلك نوع من العلم ، فقد أقام الشرع غالب الظن مقام العلم ، وأمر بالعمل به { أُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد ، كقوله @ وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُوَلئِكَ الأَيَّامِ @@ و { عَنْهُ } في موضع الرفع بالفاعلية ، أي كل واحد منها كان مسؤلاً عنه ، فمسئول مسند إلى الجار والمجرور ، كالمغضوب في قوله { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الفاتحة 7 يقال للإنسان لم سمعت ما لم يحل لك سماعه ولم نظرت إلى ما لم يحل لك النظر إليه ، ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه ؟ وقرىء « والفواد » بفتح الفاء والواو ، قلبت الهمزة واواً بعد الضمة في الفؤاد ، ثم استصحب القلب مع الفتح .