Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 71-71)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « يدعو » ، بالياء والنون . ويدعى كل أناس ، على البناء للمفعول . وقرأ الحسن « يدعوا كل أناس » ، على قلب الألف واواً في لغة من يقول افعوا . والظرف نصب بإضمار اذكر . ويجوز أن يقال إنها علامة الجمع ، كما في { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } الأنبياء 3 والرفع مقدّر كما في يدعى ، ولم يؤت بالنون قلة مبالاة بها ، لأنها غير ضمير ، ليست إلا علامة { بِإِمَـٰمِهِمْ } بمن ائتموا به من نبيّ أو مقدّم في الدين ، أو كتاب ، أو دين ، فيقال يا أتباع فلان ، يا أهل دين كذا وكتاب كذا ، وقيل بكتاب أعمالهم ، فيقال يا أصحاب كتاب الخير ، ويا أصحاب كتاب الشرّ . وفي قراءة الحسن « بكتابهم » ومن بدع التفاسير أن الإمام جمع أمّ ، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم ، وأن الحكمة في الدعاء بالأمهات دون الاباء رعاية حق عيسى عليه السلام ، وإظهار شرف الحسن والحسين ، وأن لا يفتضح أولاد الزنا . وليت شعري أيهما أبدع ؟ أصحة لفظه أم بهاء حكمته ؟ { فَمَنْ أُوتِىَ } من هؤلاء المدعوّين { كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَءونَ كِتَـٰبَهُمْ } قيل أولئك ، لأن من أوتي في معنى الجمع . فإن قلت لم خص أصحاب اليمين بقراءة كتابهم ؟ كأن أصحاب الشمال لا يقرؤن كتابهم ؟ قلت بلى ، ولكن إذا اطلعوا على ما في كتابهم ، أخذهم ما يأخذ المطالب بالنداء على جناياته ، والاعتراف بمساويه ، أمام التنكيل به والانتقام منه ، من الحياء والخجل والانخزال ، وحبسة اللسان ، والتتعتع ، والعجز عن إقامة حروف الكلام ، والذهاب عن تسوية القول فكأن قراءتهم كلا قراءة . وأما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك ، لا جرم أنهم يقرؤن كتابهم أحسن قراءة وأبينها ، ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقول القارىء لأهل المحشر { هَاؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَـٰبيَهْ } الحاقة 19 . { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } ولا ينقصون من ثوابهم أدنى شيء ، كقوله { وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } مريم 60 ، { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } طه 112 .