Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 78-79)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
دلكت الشمس غربت . وقيل زالت . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم 627 " أتاني جبريل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت الشمس . فصلى بي الظهر " واشتقاقه من الدلك ، لأن الإنسان يدلك عينه عند النظر إليها ، فإن كان الدلوك الزوال فالآية جامعة للصلوات الخمس ، وإن كان الغروب فقد خرجت منها الظهر والعصر . والغسق الظلمة ، وهو وقت صلاة العشاء { وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ } صلاة الفجر ، سميت قرآناً وهو القراءة ، لأنها ركن ، كما سميت ركوعاً وسجوداً وقنوتاً . وهي حجة على ابن علية والأصم في زعمهما أن القراءة ليست بركن { مَشْهُودًا } يشهده ملائكة الليل والنهار ، ينزل هؤلاء ، ويصعد هؤلاء فهو في آخر ديوان الليل وأول ديوان النهار ، أو يشهده الكثير من المصلين في العادة . أو من حقه أن يكون مشهوداً بالجماعة الكثيرة . ويجوز أن يكون { وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ } حثاً على طول القراءة في صلاة الفجر ، لكونها مكثوراً عليها ، ليسمع الناس القرآن فيكثر الثواب ولذلك كانت الفجر أطول الصلوات قراءة { وَمِنَ ٱلَّيْلِ } وعليك بعض الليل { فَتَهَجَّدْ بِهِ } والتهجد ترك الهجود للصلاة ، ونحو التأثم والتحرّج . ويقال أيضاً في النوم تهجد { نَافِلَةً لَّكَ } عبادة زائدة لك على الصلوات الخمس ، وضع نافلة موضع تهجداً لأن التهجد عبادة زائدة فكان التهجد والنافلة يجمعهما معنى واحد . والمعنى أن التهجد زيد لك على الصلوات المفروضة فريضة عليك خاصة دون غيرك ، لأنه تطوع لهم { مَقَاماً مَّحْمُودًا } نصب على الظرف ، أي عسى أن يبعثك يوم القيامة فيقيمك مقاماً محموداً . أو ضمن يبعثك معنى يقيمك . ويجوز أن يكون حالا بمعنى أن يبعثك ذا مقام محمود . ومعنى المقام المحمود المقام الذي يحمده القائم فيه ، وكل من رآه وعرفه وهو مطلق في كل ما يجب الحمد من أنواع الكرامات ، وقيل المراد الشفاعة ، وهي نوع واحد مما يتناوله . وعن ابن عباس رضي الله عنهما مقام يحمدك فيه الأولون والآخرون ، وتشرف فيه على جميع الخلائق تسأل فتعطى ، وتشفع فتشفع ، ليس أحد إلا تحت لوائك . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم 628 " هو المقام الذي أشفع فيه لأمّتي " وعن حذيفة 629 يجمع الناس في صعيد واحد ، فلا تتكلم نفس ، فأوّل مدعوّ محمد صلى الله عليه وسلم فيقول " لبيك وسعديك والشرّ ليس إليك ، والمهديّ من هديت ، وعبدك بين يديك وبك وإليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك رب البيت " قال فهذا قوله { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا } .