Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 25-26)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ ثَلَٰثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ } يريد لبثهم فيه أحياء مضروباً على آذانهم هذه المدّة ، وهو بيان لما أجمل في قوله { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ ءاذَانِهِمْ فِى ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } ومعنى قوله { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } أنه أعلم من الذين اختلفوا فيهم بمدّة لبثهم ، والحق ما أخبرك الله به . وعن قتادة أنه حكاية لكلام أهل الكتاب . و { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ } رد عليهم . وقال في حرف عبد الله وقالوا لبثوا . وسنين عطف بيان لثلثمائة . وقرىء « ثلثمائة سنين » ، بالإضافة ، على وضع الجمع موضع الواحد في التمييز ، كقوله { بِٱلاْخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً } الكهف 103 وفي قراءة أبيّ « ثلثمائة سنة » { تِسْعًا } تسع سنين لأن ما قبله يدل عليه . وقرأ الحسن « تسعاً » بالفتح ، ثم ذكر اختصاصه بما غاب في السموات والأرض وخفي فيها من أحوال أهلها ومن غيرها وأنه هو وحده العالم به ، وجاء بما دل على التعجب من إدراكه المسموعات والمبصرات ، للدلالة على أن أمره في الإدراك خارج عن حدّ ما عليه إدراك السامعين والمبصرين ، لأنه يدرك ألطف الأشياء وأصغرها كما يدرك أكبرها حجماً وأكثفها جرماً ، ويدرك البواطن كما يدرك الظواهر { مَّا لَهُم } الضمير لأهل السموات والأرض { مِن وَلِىٍّ } من متول لأمورهم { وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ } في قضائه { أَحَدًا } منهم . وقرأ الحسن ولا تشرك ، بالتاء والجزم على النهي .