Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 32-34)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ } أي ومثل حال الكافرين والمؤمنين ، بحال رجلين وكانا أخوين في بني إسرائيل أحدهما كافر اسمه قطروس ، والآخر مؤمن اسمه يهوذا . وقيل هما المذكوران في سورة الصافات في قوله { قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ إِنّى كَانَ لِى قَرِينٌ } الصافات 51 ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار ، فتشاطراها . فاشترى الكافر أرضاً بألف ، فقال المؤمن اللهم إن أخي اشترى أرضاً بألف دينار ، وأنا أشتري منك أرضاً في الجنة بألف ، فتصدّق به . ثم بنى أخوه داراً بألف ، فقال اللهم إني أشتري منك داراً في الجنة بألف فتصدّق به . ثم تزوّج أخوه امرأة بألف ، فقال اللهم إني جعلت ألفاً صداقاً للحور . ثم اشترى أخوه خدماً ومتاعاً بألف ، فقال اللهم إني اشتريت منك الولدان المخلدين بألف ، فتصدّق به ثم أصابته حاجة ، فجلس لأخيه على طريقه فمرّ به في حشمه ، فتعرّض له ، فطرده ووبخه على التصدّق بماله ، وقيل هما مثل لأخوين من بني مخزوم مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأشد ، وكان زوج أمّ سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكافر وهو الأسود بن عبد الأشد { جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَـٰبٍ } بستانين من كروم { وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } وجعلنا النخل محيطاً بالجنتين ، وهذا مما يؤثره الدهاقين في كرومهم أن يجعلوها مؤزرة بالأشجار المثمرة . يقال حفوه ، إذا أطافوا به وحففته بهم . أي جعلتهم حافين حوله ، وهو متعدّ إلى مفعول واحد فتزيده الباء مفعولاً ثانياً ، كقولك غشيه ، وغشيته به { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } جعلناها أرضاً جامعة للأقوات والفواكه . ووصف العمارة بأنها متواصلة متشابكة لم يتوسطها ما يقطعها ويفصل بينها ، مع الشكل الحسن والترتيب الأنيق ، ونعتهما بوفاء الثمار وتمام الأكل من غير نقص ، ثم بماء وهو أصل الخير ومادّته من أمر الشرب فجعله أفضل ما يسقى به ، وهو السيح بالنهر الجاري فيها . والأكل الثمر . وقرىء « بضم الكاف » { وَلَمْ تَظْلِمِ } ولم تنقص . وآتت حمل على اللفظ ، لأنّ { كِلْتَا } لفظه لفظ مفرد ، ولو قيل آتتا على المعنى لجاز وقرىء « وفجرنا » على التخفيف وقرأ عبد الله « كل الجنتين آتى أكله » بردّ الضمير على كل { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } أي أنواع من المال ، من ثمر ماله إذا كثر . وعن مجاهد الذهب والفضة ، أي كانت له إلى الجنتين الموصوفتين الأموال الدثرة من الذهب والفضة وغيرهما ، وكان وافر اليسار من كل وجه ، متمكناً من عمارة الأرض كيف شاء { وَأَعَزُّ نَفَراً } يعني أنصاراً وحشماً . وقيل أولاداً ذكوراً ، لأنهم ينفرون معه دون الإناث ، يحاوره يراجعه الكلام ، من حار يحور إذا رجع ، وسألته فما أحار كلمة .